عنوان الفتوى : صلاة المريض بانفصام الشخصية
أنا شاب أبلغ من العمر 23 سنة، أعاني منذ 7 سنوات من مرض انفصام الشخصية، وهو اضطراب عقلي، حيث أفقد قدراتي العقلية في أغلب الأحيان وأغيب مدة طويلة عن الواقع ولا أدرك ما حولي وأضحك وأتكلم لوحدي.... ويحدث هذا وأنا أصلي، فعندما أفيق، لا أتذكر كم ركعة صليت، ولا أعرف اٍن وجب علي اٍعادتها أم لا، لا أستطيع التركيز أثناء خطبة الجمعة ولا أثناء صلاة الجماعة نهائيا، بل حتى في حياتي الاجتماعية، مما يدفعني اٍلى ارتكاب أخطاء كثيرة وحتى إن أعدت الصلاة قد أخطئ ثانية، فهل صلاتي سواء الفردية أو الجماعية جائزة، وهل صيامي جائز خلال شهر رمضان، كما أن والدي يرفض مساعدتي ماديا قصد العلاج، فهل يأثم في ذلك، خاصة أن المرض يزداد مع المدة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإننا أولاً نسأل الله تعالى أن يعجل للأخ السائل بالشفاء وأن يجعل مرضه كفارة لذنوبه ورفعة لدرجاته، وأما عن الصلاة حال المرض، فهذا المرض إن كان لا يذهب بالعقل ولا يجعل صاحبه مجنوناً أو ملحقاً به كالمعتوه، فالصلاة واجبة عليه لا تسقط بحال، وإن كان يذهب بالعقل فإن صاحبه لا يكلف بالصلاة حال جنونه، ولا يجب عليه قضاء ما فاته أثناء جنونه سواء كثر زمن الجنون أم قل، وانظر تفصيل أقوال الفقهاء في الفتوى رقم: 26565.
وكذا بالنسبة للصوم لا يجب على من ذهب عقله بجنون ونحوه لأن من شروط صحة الصوم العقل، واختلف الفقهاء في قضاء الصوم للمجنون بعد إفاقته، والمفتى به عندنا هو أنه لا قضاء على المجنون لا ما مضى ولا ذلك اليوم الذي زال فيه عذره لعدم ورود دليل يلزمه بالقضاء، وانظر التفصيل في الفتوى رقم: 6674.
ونؤكد أن هذا إذا كان المرض الذي ذكره السائل يعد جنوناً، وأما إذا كان لا يعد جنوناً وكان المريض يعقل فتجب عليه الصلاة ولا تسقط عنه بحال، ويجب عليه الصوم إلا عند العجز ويقضي بعد شفائه.
وأما رفض الوالد علاج ولده فإن كان الولد فقيراً وعاجزاً عن تحصيل ثمن الدواء وكان الوالد غنياً فإنه يجب على الوالد نفقة علاج ولده ويأثم إن لم يقم بهذا الواجب، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 24720، والفتوى رقم: 58815.
والله أعلم.