عنوان الفتوى : حكم البقاء في قرية يصر أهلها على الشرك رغم نصحهم
أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من اليمن محافظة حجة، باعث الرسالة مستمع من هناك، يقول في رسالته: أنا أعيش في قرية يعم فيها الشرك والجهل، وكلما نصحت أهلها لا يسمعون لنصحي، فهم يقومون بالذبح والنذر لغير الله ، ويقولون لي عندما أمنعهم أو أنصحهم: أنت مشرك بالله، ماذا أفعل، وهل أنا على حق، وهل أبتعد عنهم، أم أبقى في القرية مع مجاهدتي لنفسي ولهم جزاكم الله خيرًا؟ play max volume
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فننصحك أيها الأخ بالبقاء معهم والجهاد لنفسك ولهم بالتعليم والتوجيه والإرشاد والنصيحة؛ لعل الله أن يهديهم بأسبابك، ولك مثل أجورهم إذا هداهم الله على يديك؛ لقول النبي ﷺ: من دل على خير فله مثل أجر فاعله.
فاصبر واحتسب ولا تعجل، وادع الله لهم بالهداية وأنت على خير عظيم، هكذا صبر الرسل عليهم الصلاة والسلام فتأس بالرسل عليهم الصلاة والسلام، والله يقول: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10]، قد أوذي نبينا ﷺ وأوذي الأنبياء فصبروا، فكن أنت متأسٍ بهم عليهم الصلاة والسلام، فإذا كان أهل هذه القرية يتعاطون الشرك ودعاء الأموات والاستغاثة بالأموات وأصحاب القبور أو النذر لهم أو الذبح لهم هذا شرك أكبر، هذا دين المشركين.
فالواجب عليهم ترك ذلك، والتوبة إلى الله من ذلك، وعليك أن تنصحهم دائمًا، وأن تصبر حتى يهديهم الله بأسبابك وأنت على خير عظيم، ولا تجزع ولا تمل ولا تغادر القرية إلا إذا وجد من يقوم مقامك يحصل به المقصود، وإلا تبقى في القرية، واجتهد في الدعوة، واحرص على أن تلتمس من يساعدك ويعينك على هذه الدعوة العظيمة، يسر الله أمرك، وبارك في جهودك، وهدى أصحابك.
المقدم: اللهم آمين، اللهم آمين، وجزاكم الله خيرًا.