عنوان الفتوى : كتمان حب الله ورسوله في النفس
إني أحب الله وكل ما سألني أحد من أحب أسررت في قلبي حب الله ولم أخبرهم لأنهم سيسخرون مني وأحب محمدا عليه الصلاة والسلام كان نبيا ورسولا وأخا يقتدى به وأن الله قد شغل معظم تفكيري وأحس بشوقي لرؤياه وأتمنى الموت لذلك كي أراه هو وأحبابي جميعا الناس الطاهرة العفيفة وإنه لا يريح قلبي إلا القراّن وإني أتوكل في كل أموري على الله وإني لأشعر أنه قربي كلما احتجت له وجدته معي يدافع عني ويحرسني وكثير من الأوقات أتمنى شيئا وأسره في نفسي، ولكنه يحصل بإذن الله وإني أربي نفسي على خلق رسول الله عليه الصلاة والسلام، وكلما دعوته أجابني ولو بعد حين ولم يردني أبداً وخاصة دعاء القلب سبحان الله حتى أنه لم يحوجني لشيء قط وإنه لحبيب قلبي ولا يملكه أحد سواه مع أني أحيانا أخطئ وأندم وأحتقر نفسي على خطئي وإن الله قد وهبني من الجمال ما هو نادر وأتعرض لكثير من المشاكل بسبب ذلك من النساء والرجال وإغراءات عدة، ولكني أقاوم هذا الشيء الحمد لله، ولكني أخاف أن أخطئ فبماذا تنصحني؟ جزاك الله خيراً على هذا الموقع الرائع.
خلاصة الفتوى:
فلا ينبغي لك أن تكتم ما تجده من حب الله ورسوله لأن ذلك من الإيمان ومما يقربك إلى الرحمن، فاصدع به ولا تبال، واستقم على ما أنت عليه من التوكل على الله عز وجل والإنابة إليه والندم على الخطايا فذلك خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ينبغي أن تكتم حب الله ورسوله لأن ذلك هو أعظم الحب وأشرفه وهو من الإيمان وبه توجد حلاوته لقوله صلى الله عليه وسلم: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله .....الحديث. متفق عليه.
وفي الصحيحين عن أنس أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة، فقال: متى الساعة؟ قال: وما أعددت لها؟ قال: لا شيء، إلا أني أحب الله ورسوله، فقال: أنت مع من أحببت، قال أنس: فما فرحنا بشيء أشد فرحاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: أنت مع من أحببت. وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 5707.
وأما تمني الموت ولو لذلك الغرض فهو منهي عنه شرعاً لما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لن يدخل أحداً عمله الجنة، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بفضله ورحمته. فسددوا وقاربوا، ولا يتمنين أحدكم الموت؛ إما محسناً فلعله أن يزداد خيراً، وإما مسيئاً فلعله أن يستعتب. وانظر الفتوى رقم: 8137.
وقولك كلما دعوته أجابني إن كان المقصود أنك تدعو النبي صلى الله عليه وسلم لقضاء حوائجك فهذا لا يجوز شرعاً فلا يدعى ولا يسأل أحد غير الله عز وجل، قال الله تعالى: وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ {يونس:106}، ولأن الدعاء من العبادة، والعبادة لا يجوز صرفها إلا له سبحانه، ففي الحديث عند أحمد والترمذي وأبي داود وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدعاء هو العبادة. وقرأ: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ. وللمزيد انظر الفتوى رقم: 3779، والفتوى رقم: 4416.
وأما ما ننصحك به فهو أن تعض بالنواجذ وتتمسك بما أنت عليه من حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والتوكل على الله عز وجل فمن توكل عليه كفاه، قال الله سبحانه: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {الطلاق:2-3}، واندم على خطيئتك، وتب إلى الله تعالى كلما أخطأت واستهوتك شياطين الإنس والجن، فإن الله سبحانه يحب التوابين ويقبل إنابة عباده المذنبين، ولا تبال بسخرية الساخرين واستهزاء المستهزئين ما دمت في ذلك السبيل فلك الأجر والمثوبة ما صبرت واحتسبت.
والله أعلم.