عنوان الفتوى : يسأل عن الزواج من فتاة تعمل محاسبة في شركة للتبغ

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل يمكن لي الزواج من فتاة موظفة كمحاسبة في شركة التبغ ، إنها فتاة ذات خلق ، وترتدي الحجاب الإسلامي ، وعفيفة ، والله أعلم بما في الصدور .

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

الحمد لله
الزواج – أخي الكريم – هو خطوة نحو السعادة في الدنيا ، غير أن كثيرا من الناس يبتغي السعادة في الدنيا الفانية وينسى الآخرة الباقية ، فلا يراعي في زواجه ما شرع الله تعالى ، ولا يبتغي من زواجه إلا قضاء اللذة والشهوة ، فلا يلتفت إلا إلى جمال المرأة التي يطلبها أو جاهِها أو مالِها ، ويكون ذلك في أكثر الأحيان على حساب الدين .
ونحن نربأ بك – أخانا السائل – أن تكون من مثل هذه الزمرة .
فالمسلم بحاجة إلى من يُثَبِّتًُه ويُعينه على الاستقامة ولزوم طريق الخير والطاعة ، وخيرُ معين على ذلك هو الزوجة الصالحة ، التي تأمره بالخير وتنهاه عن الشر .
والمسلم بحاجة أيضا إلى أمٍّ كريمة صالحة ، تقوم على شأن أولاده بالتربية والرعاية وغرس الأخلاق الفاضلة والقيم العظيمة ، وتنشئهم على حسن العبودية لله تعالى ، فتُعظِّمُ شعائر الله في قلوبهم ، وتُنَمِّي دوافعَ الالتزام بالشرع في حياتهم ، حتى ينالوا رضا الله في الدنيا والآخرة ، وحتى يكونوا مشاعل خير وإصلاح في مجتمعاتهم .
هذا ما ينبغي عليك أن تَرقُبَه في المرأة التي تطلبها زوجة وصاحبة ، وهذا ما يجب أن ترعاه في أمر خطبتك .
فتأمل - أخي الكريم - في حال هذه الفتاة التي تريد خطبتها :
فإذا وجدت فيها ما وصفنا لك فهي الغاية والمطلب ، فأمسك بها ولا تُفَوِّتها على نفسك ، وعلامةُ ذلك أنك إِن بَيَّنتَ لها حرمة التدخين وتعاطيه ، وحرمةَ الإعانة عليه ، والعملِ في شركات إنتاجه وتسويقه – فستستجيب لك ، وستترك عملها وهي راضيةٌ مستبشرةٌ فرحةٌ بهداية الله لها ، وتوفيقه إياها أن صرف عنها الرزق الحرام والكسب الخبيث .
نسأل الله أن يوفق هذه الفتاة لذلك .
أما إن رَفَضَت نصيحتَك ، ولم تستمع لفتاوى أهل العلم التي تكاد تتفق على تحريم هذه الشجرة الخبيثة وتحريم العمل في إنتاجها ، وأصرت على بقائها في عملها المحرم واختلاطها بالرجال الأجانب الذين يشاركونها في هذا الإثم ، فلا نظن أنك سترى فيها حينئذ المواصفاتِ الصالحةَ التي تحدَّثنا عنها ، وستدرك أن نصيحتنا – ولا بد – هي أن تترك تلك الخطبة إلى خطبة أخرى تُبنى على أساسِ الطاعةِ والتقوى والالتزام ، وأن تجتنب الحديث مع تلك الفتاة ، ولا تحاول الاتصال بها ، فإن الحديث مع النساء إذا كان لغير حاجة من المحرمات .
والعمل في مصانع وشركات إنتاج التبغ والدخان أخطر من التدخين نفسه ، وذلك أن المُنتِج للتبغ مُتنِجٌ للشر ، ومُصَدِّر للخبث والضرر ، وساعٍ في إفساد المجتمع بإفساد الصحة والعافية التي وهبها الله للإنسان ، فيتحمَّل وزر كلِّ ضرر وكلِّ أذىً ينتشر في المجتمع بسبب التدخين ، ولو كان عمله في قسم المحاسبة ، فإن الشركة وحدة متكاملة ، أصل عملها محرم ، فيَحرُمُ كلُّ عملٍ يعين على الحرام .
ونحن ننتظر اليوم الذي تغدو فيه مصانع وشركات التدخين خاوية على عروشها ، يهجرها كل مسلم غيور على دينه ونفسه ومجتمعه ، ويصون نفسه أن تكون مِعول هدم ومصدر فساد .
فاحرص على نصح تلك الفتاة في هذا الأمر ، وانقل لها الفتاوى المقررة في ذلك ، ولا تطمع أنت ولا هي في ذلك الرزق الحرام ، فالله سبحانه وتعالى يمحق الحرام ويبارك في الحلال ، فإن استجابت فأقدم على الزواج بها ، وإلا فسوف يغني الله كلا من سعته والله واسع حكيم .
وانظر أجوبة الأسئلة الآتية ففيها بيان حكم التدخين وخطورته (9083) ، (10922) ، (13254) ، (20757)
وانظر في بيان مواصفات الزوجة الصالحة جواب السؤال رقم (71225)
وفي موقعنا الكثير من الفتاوى التي تبين حرمة العمل فيما فيه إعانة على المنكر والحرام ، انظر مثلا الأرقام (7432) ، (41105) ، (49829)
وفي ضوابط عمل المرأة أيضا : انظر (6666) ، (20140) ، (22397) ، (33710)
والله أعلم .