عنوان الفتوى : للمرأة دورها في المجتمع
أولا أريد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الإجابة على هذه التساؤلات فإننا ننبه إلى ملاحظات ينبغي للمسلم بل ولكل عاقل أن يسلم بها، وأولها أن الله تعالى هو المتصرف في هذا الكون، وأنه الفعال لما يريد لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وأن تصرف المالك في ملكه يسمى عدلا لا جورا.
إذا علمنا هذا فإن الله تعالى يقول: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً {الأحزاب:36}، ويقول: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً {النساء:65}
وبخصوص الحديث الذي أشرت إليه فإنه حديث صحيح رواه مسلم وغيره فيجوز للمرأة أن تلقي السلام على الرجال وللرجل أن يلقي السلام على النساء بالضوابط والآداب الشرعية كما هو مبين في الفتوى: 43089وصوت المرأة ليس بعورة لقول الله تعالى: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً {الأحزاب: 32} وسبق بيانه بالتفصيل في الفتوى: 1524.
وما أشرت إليه من الفوارق أو المميزات بين الجنسين وما جعل الله للرجل في بعض العبادات فإن الله عز وجل عوض المرأة بمقابل ذلك إذا حافظت على بيتها وأطاعت زوجها بالمعروف فقد روى الترمذي وابن ماجه والحاكم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة. وجعل طاعتها لزوجها تعدل الجهاد في سبيل الله، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاءت امرأة (وهي أسماء بنت يزيد الأنصارية) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك، هذا الجهاد كتبه الله على الرجال، فإن يصيبوا أجروا، وإن قتلوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون، ونحن معشر النساء نقوم عليهم، فما لنا من ذلك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة الزوج واعترافا بحقه يعدل ذلك كله، وقليل منكن من يفعله. رواه البزار والطبراني.
وبخصوص إشباع الغرائز فإنه مشترك.
وأما عن مكانة المرأة في الإسلام ودورها في الحياة وما ينبغي أن تقوم به وما يتبع ذلك مما طرحت من استشكالات وشبهات فقد سبق بيانه في عدة فتاوى: منها: 16441، 60219، 63944. نرجو أن تصبري وتقرئيها وما أحيل عليه فيها بتأن وتفهم...
والحاصل أن كل جزئية في هذا الدين إنما شرعت لحكم عظيمة ولصالح الجميع علم ذلك من علمه وجهله من جهله.
والله أعلم.