عنوان الفتوى : مشكلات وحلول

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

أنا كتبت لكم في السابق وأشكر لكم الإجابة على سؤالي الذي قمت بطرحة سابقاً وأتمنى الإجابة على سؤالي التالي.. أنا وبسبب المشاكل الكثيرة في حياتي لا أستطيع التركيز في الكثير من الأمور وأنا أذكركم بأنه يوجد لي ثلاثة إخوة متوفون، اثنان طلاب جامعة شهداء غرق إن شاء الله، وأخي توفي بسبب هدم جدار عليه وهذا من أنواع الشهادة أيضا، والدي الذي توفي منذ فترة قصيرة وزوج أختي أيضا توفي وعمره 41 وأنا أحمد الله على كل هذا وراضية بقدر الله، ولكن لا أدري لماذا حالة اليأس الكبيرة التي أنا بها، عرضت نفسي على أطباء نفسيين، ولكن دون جدوى، أنا أدعو الله دائما فرجا قريبا، وأن الله مجيب دعوة الداعي إذا دعا إن شاء الله، ولكن أنا في كثير من الأحيان لا أركز في صلاتي وأشعر بأني أنسى بعض الآيات من الفاتحة أو السور التي أقرأها وأنا أصلي ولذلك أحمل مصحفا صغيرا، فهل هذا جائز في السنة والفرض، أيضا أنا كل ما آتي أفكر في الزواج من شخص أستخير وأكون راضية ولكن لا أدري لماذا أغير رأيي بعدها بسرعة، أنا عمري 25عاما، وكأن أحدا عمل لي عملا أو توجد علي عين من شخص (حسد) دائما أدعو الله وأنا ساجدة بأن يرزقني شخصا تقيا، ولكن أنا أسأل ما هو الدعاء الذي يجب أن أدعوه كي يرزقني الله زوجا صالحا، في هذه الفترة يوجد شاب صديق أخي أنا أستريح له كثيراً ويفهمني جداً وأتمنى من الله أن يكون من نصيبي فماذا أفعل وكيف أدعو الله أن يحنن قلبه علي ويجعله من نصيبي إن شاء الله، نحن نتقي الله في بعض ولا نفعل شيئا يغضب الله وهو أصلا لا يعرف بشعوري اتجاهه، أنا أشاهد في هذا الشاب كل ما فقدت من حنان وأنه الحل لجميع الظروف التي أمر بها، مع العلم بأني أعرف الكثير من الناس، ولكن أول مرة أشعر بهذا الشعور وأتمنى أن يحقق لي حتى أنه عندما حضر الشاب كي يعزينا في والدي رحمه الله عندما شاهدته دعوت ربي أن يجعله عوضا لي عن كل ما فات، فبماذا تنصحونني أنا أستيقظ من النوم وأصلي لله أن يجعل هذا الشاب من نصيبي، مستحيل أن أبادر أنا في هذا الموضوع أو أحد من إخوتي الشباب، فهل الذي يقرأ القاتحة 112مرة تفتح له الأبواب المغلقة، وما هي الأدعية التي يجب أن تقرأ لتفرج الدنيا في وجهي من جميع النواحي، وإذا كان أحد عاملا لي عملا أو عينا، أنا صحيح أرتدي المنديل من جديد ولكن للأسف نحن عائلة غير متدينة كثيراً مع أنا نتقي الله كثيرا، وأنا الوحيدة من أخواتي أرتدي الحجاب، أنا أحب كثيراً أهلي أنا أزور المقابر بين الفترة والأخرى وأدعو الله أن يرحم إخوتي وأبي وجميع أموات المؤمنين والمسلمين، ولكن في بعض الأحيان أبكي بدون صراخ أو صوت فقط دموع، لا أدري لماذ تبقى صورة والدي في مخيلتي وهو على السرير متوفى، أنا كنت ذاهبة إلى زيارته في المستشفى وكان له دقائق متوفى بجلطة في الدماغ وأخرى بالقلب، فهل هو مبطون أي نوع من أنواع الشهادة والدي عمره 59 رحمه الله قبل أن يتوفى في يوم طلب مني أكثر من مرة أن لا أتأخر، ولكن لظرف ما تأخرت عليه، أبي كان صابرا على موت إخوتي كثيراً، فأرجو الإجابة على جميع هذه الاستفسارات؟ وجزاكم الله خيراً.. وما هو الدعاء للحصول على زوج صالح، فأرجو الإجابة بسرعة.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يفرج عنك كل كرب، وأن ييسر لك كل أمر عسير، وأن يرزقك زوجاً صالحاً تقر به عينك، وقد اشتمل سؤالك على عدة أسئلة نجمل جوابها في النقاط التالية:

النقطة الأولى: ليس هنالك دعاء معين يتعلق بأمر الحصول على الأزواج، ويمكنك الدعاء بعموم الأدعية المتعلقة بخيري الدنيا والآخرة، وقد بينا بعضها في الفتوى رقم: 3570.

النقطة الثانية: أنه لا يلزم أن يكون تأخر الزواج بسبب عين أو حسد، بل قد يكون نوعاً من الابتلاء أو لحكمة يعلمها الله، فما على المسلم إلا أن يجتهد فيبذل الأسباب المشروعة ويستعين بالله تعالى وسيأتيه ما قدر له، وإن غلب على الظن وجود شيء من العين أو السحر ونحوهما فينبغي الالتجاء إلى الرقية الشرعية، وانظري  الفتوى رقم: 27645.

النقطة الثالثة: عليك بالاستمرار في الدعاء والإكثار من ذكر الله تعالى، فذلك كله من خير ما يعين على تسلية النفس في مواجهة المصائب، وراجعي الفتوى رقم: 39151، والفتوى رقم: 71525.

النقطة الرابعة: لا ينبغي التعجل في أمر الزواج من هذا الشاب الذي ذكرت حتى تتبيني أمره ممن هم أعرف به من الثقات، فإن تبين أنه أهل لأن يكون لك زوجاً فليس هنالك ما يمنع شرعاً من عرض نفسك عليه للزواج منك، أو أن يعرض عليه ذلك أحد إخوانك، وإن وجد نوع من الحرج فيمكنك الاستعانة بأحد أزواج صديقاتك أو قريباتك، وتراجع الفتوى رقم: 7682.

النقطة الخامسة: قد سبق بيان حكم القراءة من المصحف في الصلاة بالفتوى رقم: 200، والفتوى رقم: 1781.

النقطة السادسة: لا نعلم دليلاً على أن قراءة الفاتحة (112) مرة تفتح الأبواب المغلقة، وعلى وجه العموم فإن في قراءة الفاتحة خيراً كثيراً، ولكن قراءتها بعدد معين واعتقاد سنية ذلك أو المداومة عليه من غير دليل شرعي يعتبر داخلاً في حد البدعة الإضافية.

النقطة السابعة: أن الحجاب فريضة شرعية يجب على المرأة الالتزام بها، وانظري الفتوى رقم: 18119، والفتوى رقم: 2595.

النقطة الثامنة: أن البكاء على الميت إن لم تصحبه نياحة فلا حرج فيه شرعاً، كما هو مبين في الفتوى رقم: 25255. وأما زيارة النساء للمقابر فهي جائزة بشروط سبق بيانها في الفتوى رقم: 3592.

النقطة التاسعة: أن المبطون والذي هو أحد الشهداء هو من مات بداء البطن، ولا يدخل فيه من مات بسبب الجلطة، ولكن على وجه العموم فإن المصائب مكفرات للذنوب، وراجعي الفتوى رقم: 27708، والفتوى رقم: 473.

النقطة العاشرة: إن المسلم يسلي نفسه في ما يصيبه من المصائب بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت عنه أنه قال: إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب عنده. رواه الطبراني في المعجم الكبير، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 347.

والله أعلم.