عنوان الفتوى : الحجاب عفة وطهارة وسمو وتأس بالطاهرات
أريد نصيحة لمن لا تتحجب بالحجاب الشرعي؟وشكراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الحجاب أمر الله الذي له الخلق والأمر، وإذا كان كذلك فليس أمام المؤمنة إلا الانقياد لأمر خالقها، قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) [الأحزاب:36].
والله تعالى قضى بالحجاب بقوله: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) [النور:31].
ونهى عن ضده وهو التبرج، فقال: (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) [الأحزاب:33].
والتبرج أن تُبدي المرأة من زينتها ومحاسنها ما يجب عليها ستره مما تستدعي به شهوة الرجل، فالحجاب وقاية للمرأة وصيانة لها من أذى الذين في قلوبهم مرض، يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الأحزاب:59].
والحجاب كذلك عفة وطهارة وشرف وسمو، فهو لباس المؤمنات الصالحات الحافظات للغيب بما حفظ الله، وهو سنة أمهات المؤمنين زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم الطاهرات، وسنة نساء الصحابة خير نساء هذه الأمة بعد نساء النبي صلى الله عليه وسلم، فشرف عظيم للمتحجبة التأسي بهؤلاء الطاهرات العفيفات.
أولئك آبائي فجئني بمثل ===== إذا جمعتنا يا جرير المجامع
وأما كونه طهارة وعفة، فالله تعالى العالم بما في صدور العالمين يقول: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) [الأحزاب:53].
فإذا تأملت المسلمة هذه المعاني الجليلة والغايات النبيلة للحجاب وآثرت أمر الله على تزيين الشيطان، والآخرة على الحياة الدنيا نفذت أمر الله وتحجبت فسعدت في الدنيا والآخرة.
والله أعلم.