عنوان الفتوى : من حق الزوجة سكن خاص بها لا يشاركها فيه غيرها
أنا امرأة متزوجة ولدي بنت وأنتظر آخر بعد شهرين، مشكلتي أن زوجي الأستاذ الجامعي يتعامل معي كما لو كنت جارية بينما يتعامل مع زوجة أخيه كما لو كانت زوجته يدللها ويحادثها في كل شيء حتى الخاصة منها في حين أنا لا أجد منه ريحا طيبا رغم أنه يعلم أن أهله وكل من يعرف بهذا الموضوع مستاؤون وقاطعوه وحجته فذ هدا أن زوجة أخيه مريضة ويريد أن يحافظ على بيت أخيه الذي يرى كل شيء ولا يحرك ساكنا بل يشجع ما يرى خاصة وأنه في شجار دائم معها منذ تزوجها، تشاجرنا كثيرا بسببها حتى أني طردتها من البيت لكن أعادها وطلب منها أن تعمل ما تريد في بيتي دون الاهتمام بي لأنه لا حق لي في البيت، ولديه صديقة كان يعرفها وعائلتها منذ 20 سنة ولها نفس معاملة زوجة أخيه حتى أنها معنا في البيت احتلت غرفة وتسميها غرفتها وهو يعلم أني ضد كل ما يحدث وعندما عارضت قال لهم البيت بيتي وافعلوا ما تريدون حتى أقول أنا شيء آخر دون النظر إلي، أنا الآن أفكر في ترك البيت لأنه إنسان لا يصلي ولا يخشى الله ولا أي شيء، فأفيدوني أين المخرج الديني لهذه المشكلة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحياة الزوجية مبناها على المودة والتراحم والمسامحة... فعلى كلا الزوجين أن يعامل صاحبه بما يحب أن يعامل به، ولذلك فقد أمر الله عز وجل الرجال أن يتعاملوا مع زوجاتهم بالمعروف، فقال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}، وليس من المعروف أن يعامل الرجل زوجته حسبما ذكر في السؤال، بل ذلك التصرف مشتمل على منكرات كثيرة.
ومن حق الزوجة على زوجها أن يسكنها في سكن تنعم فيه بالحرية والاستقلال قال تعالى: أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ {الطلاق:6}، ولا يجوز له أن يسكن معها في سكنها الخاص بها من تكرهه وتتضرر به ولو كان والديه وأحرى أن يكون امرأة أجنبية أو غيرها، وسبق بيان ذلك في عدة فتاوى بإمكانك أن تطلعي عليها وهي تحت الأرقام التالية: 29650، 50420، 34811.
وإذا كان لا يصلي فإن المصيبة أعظم، فالصلاة عماد الدين ولا حظ في الإسلام لمن تركها، وقد سبق أن بينا كيف تتعامل الزوجة المسلمة مع زوجها التارك للصلاة في الفتوى رقم: 58752 نرجو أن تطلعي عليها.
هذا ونسأل الله تعالى أن يجعل لك من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا.
والله أعلم.