عنوان الفتوى : الروح هي النفس
ما الفرق بين الروح والنفس وما تعريف كل منهما، ومن الأقوى في التحكم في العقل والجسد؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن حقيقة الروح مما استأثر الله به فلا يعلمها أحد إلا الله سبحانه وتعالى، والروح والنفس بمعنى واحد، فهما مترادفان، وما داما كذلك فلا يقال أيهما أقوى في التحكم في العقل والجسد، وإليك بيان كلام أهل العلم عن الروح والنفس، قال ابن العربي في أحكام القرآن عند تفسير قوله تعالى: وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً {الإسراء:85}
والروح خلق من خلق الله تعالى جعله الله في الأجسام فأحياها به وعلمها وأقدرها، وبنى عليها الصفات الشريفة والأخلاق الكريمة، وقابلها بأضدادها لنقصان الآدمية، فإذا أراد العبد إنكارها لم يقدر لظهور آثارها، وإذا أراد معرفتها وهي بين جنبيه لم يستطع لأنه قصر عنها وقصر به دونها. انتهى.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى: والروح المدبرة للبدن التى تفارقه بالموت هي الروح المنفوخة فيه، وهي النفس التى تفارقه بالموت، قال النبى لما نام عن الصلاة إن الله قبض أرواحنا حيث شاء وردها حيث شاء، وقال له بلال يا رسول الله أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك، وقال تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً وقد ثبت فى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا نام: باسمك ربي وضعت جنبى وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فاغفر لها وارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين. وثبت أيضا بأسانيد صحيحة أن الإنسان إذا قبضت روحه فتقول الملائكة اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب، اخرجي راضية مرضيا عنك، ويقال: اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث، اخرجي ساخطة مسخوطا عليك، وفى الحديث الصحيح: إن الروح إذا قبض تبعه البصر فقد سمى المقبوض وقت الموت ووقت النوم روحا ونفسا. انتهى بحذف.
ولمزيد التوضيح يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 46544، ، والفتوى رقم: 14694.
والله أعلم.