تفسير: (فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة)
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
تفسير: (فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة)♦ الآية: ﴿ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: طه (121).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ فَغَوَى ﴾ فأخطأ ولم ينل مراده مما أكل، ويقال: لم يرشد.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ فَأَكَلَا ﴾؛ يعني: آدم وحواء عليهما السلام، ﴿ مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ ﴾ بأكله من الشجرة، ﴿ فَغَوَى ﴾؛ يعني: فعل ما لم يكن له فعله، وقيل: أخطأ طريق الحق وضل؛ حيث طلب الخلد بأكل ما نهي عن أكله، فخاب ولم ينل مراده، وقال ابن الأعرابي: أي فسد عليه عيشه، وصار من العز إلى الذل، ومن الراحة إلى التعب.
قال ابن قتيبة: يجوز أن يقال: عصى آدم، ولا يجوز أن يقال: آدم عاصٍ؛ لأنه إنما يقال عاصٍ لمن اعتاد فعل المعصية؛ كالرجل يخيط ثوبه ويقال: خاط ثوبه، ولا يقال: هو خياط حتى يعاود ذلك ويعتاده.
حدثنا أبو الفضل زياد بن محمد الحنفي، أنا أبو معاذ الشاه بن عبدالرحمن المزني، حدثنا أبو بكر عبدالله بن محمد بن زياد النيسابوري ببغداد، أنا يونس بن عبدالأعلى الصدفي، أنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((احتجَّ آدم وموسى، فقال موسى: يا آدم، أنت أبونا خيبتنا، وأخرجتنا من الجنة، فقال آدم: يا موسى، اصطفاك الله بكلامه، وخط لك التوراة بيده، أفتلومني على أمر قدره الله عليَّ قبل أن يخلقني بأربعين سنةً؟! فحجَّ آدم موسى))، ورواه عبدالرحمن الأعرج عن أبي هريرة وزاد: ((قال آدم: يا موسى، بكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن أخلق؟ قال موسى: بأربعين عامًا، قال آدم: فهل وجدت فيها ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾؟ قال: نعم، قال: أفتلومني على أن عملت عملًا كتبه الله عليَّ أن أعمله قبل أن يخلقني بأربعين سنةً؟)) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فحجَّ آدم موسى)).
تفسير القرآن الكريم