عنوان الفتوى : حديث: "بصر كل السماء..."
2:تفسير الحديث(بصر كل السماء مسيرة كذا )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فبالنسبة لحديث : "بصر كل السماء مسيرة كذا" فلم نقف عليه أصلاً في الأحاديث الصحيحة والضعيفة. بهذا اللفظ. ومعنى مسير كذا: أي مسافة كذا، ولعلك تقصد الحديث الذي رواه الحاكم في المستدرك، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أتدرون كم بين السماء والأرض؟ فقلنا: الله ورسوله أعلم.
قال بينهما: مسيرة خمس مائة سنة، ومن كل سماء إلى السماء التي تليها: مسيرة خمس مائة سنة، وكثف كل سماء مسيرة خمس مائة سنة، وفوق السماء السابعة بحر بين أعلاه وأسفله، كما بين السماء والأرض، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين ركبهم وأظلافهم، كما بين السماء والأرض، والله فوق ذلك، ليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شيء" هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
وتعقب الذهبي الحاكم فقال: قلت: "يحى واه" وعلى فرض صحة الحديث، فهو يدل على إثبات علو الله سبحانه وتعالى على خلقه، وأنه تعالى مستو على عرشه، بائن من خلقه، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وأنه سبحانه لا يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم.
وهذا كله ثابت بأحاديث أخرى، وفيه أيضاً إثبات المسافة بين السماء والسماء التي تليها، وهي خمسمائة سنة... والله أعلم.