عنوان الفتوى : صيد السمك بهذه الكيفية لا يجوز
من أساليب صيد الأسماك الصيد بالطعم الحي، حيث يصطاد الصياد سمكة صغيرة بالشبكة وثم يقوم بشك شص الصيد المربوط بالصنارة في هذه السمكة ويلقيها في الماء وهي حية تسبح فتجتذب الأسماك الكبيرة، فما حكم هذه الطريقة في الصيد، وسؤال آخر يتعلق بصيد الأسماك أيضا: في بعض الأحيان يصطاد الصياد سمكا غير مرغوب به دون قصد، حيث إن الصياد لا يستطيع التحكم في السمك الذي سيأكل الطعم، وعندما يحرر الصياد السمكة من الشص ويهم بإعادتها إلى الماء تكون قد ماتت أو ضعفت بحيث لا تستطيع السباحة إلى العمق الذي تعيش فيه، فهل يأثم الصياد في هذه الحالة؟ جزاكم الله كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمعلوم أن تعذيب الحيوان لا يجوز إذا لم يكن يراد منه غرض شرعي، أو كان في الإمكان الانتفاع به بدون تعذيب، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه البخاري ومسلم: عذبت امرأة في هرة لم تطعمها ولم تسقها، ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض. وروى البخاري بسنده إلى أسماء بنت أبي بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دنت مني النار حتى قلت: أي رب وأنا معهم، فإذا امرأة -حسبت أنه قال-: تخدشها هرة، قال: ما شأن هذه؟ قالوا: حبستها حتى ماتت جوعاً.
والنهي عن تعذيب الحيوان هو -كما ذكرنا- في حال ما إذا لم يكن يراد منه غرض صحيح، وأما لو كان ثمت غرض ومصلحة لجاز للإنسان الانتفاع بالحيوان على الوجه الذي يمكن الانتفاع به؛ لأن جميع ما خلق الله في هذا الكون من الحيوان والجماد مسخر للإنسان، قال الله تعالى: وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الجاثية:13}، فبمقتضى هذا التسخير أحل الله تعالى للإنسان الانتفاع بالحيوانات واستخدامها في شؤونه ومصالحه، والحاصل -إذاً- أن الطريقة التي قلت إنها تستخدم لصيد السمك لا تجوز لأنها لم تتعين وسيلة للصيد فما أكثر وسائله.
وأما عن سؤالك الثاني.. فإنه لا حرج على الصياد في صيد الأسماك التي لم تكن مرغوبة لديه، طالما أنه لم يتعمد اصطيادها، لكنها إذا وجدها قد ماتت فلا يجوز أن يرجعها إلى الماء إذا كان في الإمكان أن ينتفع بها غيره، لأن إرجاعها يعتبر إضاعة للمال وهي حرام.
والله أعلم.