عنوان الفتوى : حكم تخفيف الوزن
ما حكم عمل حميات غذائية لمن لديه زيادة في الوزن مزعجة من ناحية اللباس والممارسات الاجتماعية في الحياة اليومية, وما هي النية التي يجب أن يستحضرها الإنسان بحيث يكسب الأجر على هذا العمل , وهل يجوز استخدام لصقات التنحيف وما شابهها لتخفيف الوزن . وجزاكم الله خيرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمسلم مطالب بأن يعد جسده للقيام بالواجبات الدينية والدنيوية، وذلك يشمل العديد من الأمور، وعلى رأسها تحصيل القوة الجسدية. فلا يتصور قيام جسد معتل أو مترهل بأعباء نصرة الدين والدعوة وعمارة الأرض. ولا شك أن الوزن الزائد عائق أمام قيام المرء بواجباته على الصورة المرضية، وفيه مدعاة للكسل والعجز وهما شران استعاذ منهما الرسول صلى الله عليه وسلم.
كما أنه مظنة الأمراض المختلفة التي نبه عليها الأطباء قديما وحديثا.
وقد ورد الخبر الصحيح بمذمة الجواظ من الناس، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا أخبركم بأهل الجنة؟ قالوا: بلى، قال صلى الله عليه وسلم: كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره، ثم قال: ألا أخبركم بأهل النار؟ قالوا: بلى، قال: كل عتل جواظ مستكبر.
والجواظ جاء في بعض تفسيراتها أنها بمعنى ضخم البدن. قال في لسان العرب: الجواظ: الكثير اللحم الجافي الغليظ الضخم المختال في مشيته...
وقال النووي في شرح صحيح مسلم: أما الجواظ بفتح الجيم وتشديد الواو وبالظاء المعجمة فهو الجموع المنوع. وقيل: كثير اللحم المختال في مشيته. وقيل: القصير البطين...
وعليه، فمن لديه زيادة في الوزن مزعجة فعليه أن يسعى في التخفيف منها، سواء كان ذلك عن طريق حميات غذائية، أو باستخدام لصقات التنحيف أو غير ذلك...
والنية التي على الإنسان أن يستحضرها عند القيام بتخفيف الوزن هي نية القيام بالطاعة، وهي تختلف باختلاف حاله، فإذا كانت جسامته قد وصلت إلى حد يخشى معه حصول ضرر -بيقين أو ظن غالب- فإن تخفيف الوزن يكون واجبا عليه، وبالتالي تكون نيته هي القيام بالواجب.
وإذا لم يكن قد وصل إلى ذلك الحد، فتخفيف الوزن يكون مستحبا له، وبالتالي فنيته تكون نية القيام بمستحب.