عنوان الفتوى : التهادي وقبول الهدية سنة نبوية
اشتريت أشرطة قرآن لخالتي (التي تحفظ القرآن) وأعطيتها لها كهدية وأنا أنوي بها في قلبي الصدقة الجارية فأخذتها مني ثم دعت لي وبعدها بيومين اتصلت بي وقالت لن أسامحك إن كنت دفعت فيها نقودا وسأسألك عليها يوم القيامة بين يدي الله, فهل أنا آثمة مع العلم بأني لا أريد أن آخذ منها ثمن الأشرطة حتى لا يضيع الثواب علي كما أني ميسورة الحال والحمد لله وهذه النقود القليلة التي دفعتها ثمناً للأشرطة لم تؤثر معي, فماذا أفعل لكي لا أخبرها بأني أشتريتها لها وأحتفظ بالثواب في نفس الوقت، فأفيدوني أفادكم الله؟ وجزاكم عنا خير الجزاء.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا لم تكن خالتك قد اشترطت عليك عند قبولها لهذه الأشرطة كهدية ألا تكوني قد دفعت فيها مالاً فلا يلزمك إخبارها، وأما إذا كانت قد اشترطت عليك ذلك، فأعلميها بحقيقة الأمر؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: المسلمون عند شروطهم فيما أحل. رواه الطبراني.
ووضحي لها أنك قد اشتريت هذه الأشرطة بمبلغ بسيط لا يؤثر عليك، ولا يساوي شيئاً في جنب الأجر الحاصل من استماع هذه الأشرطة والأجر الحاصل من برها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الخالة بمنزلة الأم. رواه البخاري.
كما أن عليك أن تخبريها أن التهادي وقبول الهدية سنة نبوية، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: تهادوا تحابوا. أخرجه البخاري في الأدب. وفي شعب الإيمان للبيهقي عن خالد بن عدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من جاءه من أخيه معروف من غير إشراف ولا مسألة فليقبله ولا يرده، فإنما هو رزق ساقه الله إليه.
والله أعلم.