عنوان الفتوى : هون على نفسك وأعرض عن الوساوس
الإخوة الأفاضل والدكاترة.. أولاً أحيكم بتحية الإسلام الخالدة... أنا صاحب الفتوى السابقة برقم 79891 التي أفتيتونا بها سابقاً، وسؤالي الآن: ما هي الكنايات التي يجب على الإنسان الحذر منها وعدم التلفظ بها لأنها أتعبتنا بالتفكير في هذا الموضوع حيث إن أكثر الكلام عندي يفسر على أنه من الكنايات بسبب القراءة في هذا الموضوع بالشبكة، وأيضا سؤالي أقوم بالتذكر بالماضي هل صدرت مني أي كناية من الكنايات التي لم أكن أعلم الحكم فيها أو أذكر النية هل أقوم بالتذكر بالذي مضى أو الإقلاع عن الماضي، لأني إذا ذكرت أي كناية أقول بأن حكمها حكم الفتوى السابقة ولم أتذكر النية وبعض الكنايات التي صدرت مني أقولها مجرد تأديب لا لي نية سيئة لأني لم أكن أعرف أنه في كنايات أصلا ولا كنت أقوم بالحذر لأني حريص كل الحرص على زوجتي أتمنى من الله أن يحفظنا، وأيضا سؤالي ما حكم قول الكناية في المنام، وأيضا ذكرت البارحة أني تلفظت بكلمة الفراق أكثر من مرة في القصائد الغزلية تجاه الزوجة وقصدي كان الفراق بسبب سفري من اليمن إلى السعودية، وأيضا كثير من أصحابي وأقربائي يتلفظون بهذه الكنايات والحلف دائما بالطلاق هل أنصحهم أم السكوت أحسن، لأن نفسي تحدثني بالكنايات عندما أحاول نصحهم فأقوم بالتلميح أو السكوت، أيضا ذكرت قبل فترة أني قلت لصديقي وأنا كان في ضيق شديد وقلت لصديقي سوف أطلق الزوجة أو خلاص بطلق الزوجة لأني متضايق ضيق شديد لا أدري ما قلت بالضبط أهم شيء أنه من هذا الكلام، فهل يعتبر وعدا بالطلاق أم ماذا، وأيضا سؤالي قلت لصديقي نفسة بسبب ظروف جاءت لدي بداية الزواج بأني سوف أتصل بأهل الزوجة وأقول لهم سامحوني لأن ابنتكم ما عندها شيء ولا سوت شيئا وأنا ذاك الوقت أتكلم ودموعي كالمطر لأني أحب زوجتي حبا كثيرا هذا الذي أذكره بس بهذا الكلام قصدي كان الفراق، ولا كنت أنوي أن أفارقها وزعلان ليش بي ضيق منها وبالفعل هي باقية معي الآن ولا لدي نية أن أفارقها حتى لو جاء لي ضيق أو ضقت منها فأصبر وينفرج الهم، المهم نطلب منكم الدواء الشافي الكافي بعد الله عز وجل لمن شأنه الخروج من هذه الوسوسة الشيطانية والهم الذي يصيبني ولا تنسونا من دعواتكم المباركة لي ولأهلي وجميع المسلمين؟ وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أيها السائل الكريم أن داءك هو الوسوسة، وقد ذكرنا لك حكمها ووجوب الإعراض عنها لئلا تؤدي بك إلى ما لا تحمد عاقبته من الهم وتنغيص العيش، فقد سئل ابن حجر الهيتمي عن داء الوسوسة هل له دواء؟ فأجاب: له داء نافع، وهو الإعراض عنه جملة كافية -وإن كان في النفس من التردد ما كان- فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت، بل يذهب بعد زمن قليل، كما جرب ذلك الموفقون، وأما من أصغى إليها، وعمل بقضيتها فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين، بل وأقبح منهم، كما شاهدناه في كثيرين ممن ابتلوا بها، وأصغوا إليها، وإلى شيطانها.
وأنت الآن ممن يصغي إليها، فأعرض عن ذلك لأن جملة ما ذكرته في سؤالك هو من قبيلها، وليس عليك أن تحترز من الكنايات لأنها لا يترتب عليها شيء دون قصد الطلاق بها، وكذلك الإخبار وحكاية الأقوال كأن تقول لغيرك ممن تعلمه مثلا إن قلت لزوجتي أنت طالق فإنها تطلق، فهذا ليس طلاقا لأنه حكاية وافتراض، ومثل ذلك ما شاكله من الحكايات والأخبار والكنايات التي لم يقصد بها إيقاع الطلاق، وكذا ما توعدتها به أو ذكرت لصديقك أو غيره أنك ستفعله من طلاقها ولم تفعله.
وبالجملة فقد ظهر لنا من سؤالك أنك في عناء شديد بسبب هذه الوسوسة فاتق الله في نفسك، واشغلها بما ينفعك عند الله تعالى، ولا تتبع خطوات الشيطان، وننصحك بالكف عن هذه الوساوس وعدم التفكير في ما مضى منها أو فيما يستقبل لسوء عاقبته عليك، ومن ذلك ما أنت فيه الآن من الوساوس والأوهام، وإذا استمر بك فاعرض نفسك على بعض الدعاة والمشايخ لمعالجتك ونصحك بما ينبغي وبيان المسألة لك بمزيد من الإيضاح، ونسأل المولى جل وعلا أن يمن عليك بالصحة والعافية، إنه ولي ذلك والقادر عليه وهو حسبنا ونعم الوكيل.
والله أعلم.