عنوان الفتوى : توجيه لمن ابتلي بالشكوك والوساوس
ننتقل إلى سؤال آخر لصاحب هذه الرسالة فيقول: ترد بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وقد تخالف هواي وأجد بعض الضيق والحرج في تفسيرها وفي نفسي، ولكني لا أتكلم ولا أكتب شيئاً هل أخرج بذلك من الإسلام، وخاصة أن هذا الأمر يرد علي كثيراً، وكذلك إني أقرأ بعض الكتب النصرانية أفيدوني إذ أنني في حرج شديد ومرض شديد، وأحيطكم علماً أنني أحافظ على الإسلام والصلوات الخمس وأحب الله ورسوله؟ play max volume
الجواب: هذه من نعم الله العظيمة عليك حب الله ورسوله والمحافظة على ما شرع الله في الإسلام هذه من نعم الله ومن أسباب السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة، فنوصيك بالثبات على الحق والحذر مما قد يشتبه عليك لأنه قد تكون هناك أحاديث موضوعة مكذوبة وأحاديث ضعيفة يحصل لك بها شك وضيق وهي غير ثابتة عن النبي ﷺ، أما ما قاله الله جل وعلا أو ثبت عن رسوله ﷺ ففيه الخير والصلاح وفيه الهدى والرشاد وفيه الخير العظيم لمن تأمله وعرف معناه وتقبله بصدر رحب، فإن الله جل وعلا لا يأمر إلا بالخير ولا يدعو إلا إلى الخير وفي طاعته كل السعادة، وهكذا رسوله عليه الصلاة والسلام عندما يدعو إلى الخير ويأمر بالخير عليه الصلاة والسلام، فالطاعة والسعادة في اتباع شرع الله وفي التمسك بدين الله والوقوف عند حدود الله، والهلاك والشقاء في مخالفة ذلك.
وإذا أشكل عليك شيء من ذلك فاسأل أهل العلم من أهل السنة والجماعة من أهل البصيرة عما أشكل عليك، وإذا كنت ذا معرفة باصطلاح أهل العلم في معرفة الحديث الصحيح والضعيف فراجع كلام أهل العلم واعرف درجة الحديث وصحته وضعفه أو كونه موضوعاً حتى تكون على بينة وحتى يزول ما في نفسك من الحرج، فكل ما كان من الشريعة فليس فيه بحمد الله إلا الخير والهدى والصلاح، والله جل وعلا بين لعباده ما فيه خيرهم وصلاحهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة، وهو أرحم بهم من أمهاتهم سبحانه وتعالى، ورسوله ﷺ كذلك أرشدهم إلى أسباب النجاة ودعاهم إلى أسباب الخير، فأنت كن مطمئناً أن كل ما شرعه الله وكل ما ثبت عن الله وعن رسوله ﷺ فهو حق وهدى وصلاح، وما أشكل عليك وضاق به صدرك فلا تعجل حتى تعرف حقيقة الأمر وحتى تسأل أهل العلم عما أشكل عليك فربما فهمت من النص ما ليس هو معنى للنص وربما ظننت أنه صحيح وليس بصحيح بل هو من الأحاديث الموضوعة أو الضعيفة، فالواجب التثبت في الأمور وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا [الطلاق:2].
ويقول سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4] ويقول جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا [الأنفال:29] يعني: نوراً وبصيرة وهدى. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً.