عنوان الفتوى : أحكام المرأة المتوفى عنها زوجها

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

من الهياثم في الخرج رسالة من إحدى الأخوات المستمعات تقول أم فهد ، أم فهد تسأل وتقول: إن والدي توفي منذ قرابة الشهر والنصف، والمشكلة تكمن فيما يتناقله الناس عن ماذا يجب على المرأة في فترة الحداد، فمنهم من يقول: إنه لا يجوز أن تمشي المرأة على الأرض بدون حذاء؛ لأنها قد تكون تمشي على كبد المتوفى! وأيضاً يقولون: لا يجوز للمرأة أن تسلم على امرأة متزوجة ويكون زوجها غير محرماً لهذه المرأة التي في الحداد! وأيضاً يقولون: إنه لا يجوز نقل السلام من شخص ما إلى هذه المرأة التي في الحداد، أو أن تنقل هذه المرأة السلام إلى شخص كأن تقول: أبلغوا سلامي إلى فلانة أو فلان يسلم عليك وهكذا! أفيدوني أفادكم الله؛ لأن والدتي في حيرة من أمرها، وتتمنى من الله أن يوفقكم لما فيه خير المسلمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟  play   max volume  

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

الجواب: كثير من الناس يقولون عن المحادة أشياء لا أساس لها، ويأتون بخرافات لا أساس لها، وهذه منها، هذه التي ذكرت السائلة منها، فلا بأس أن تنقل السلام، ولا بأس أن يسلم عليها، ولا بأس أن تسلم على زوجة غير محرمها، وعلى من شاءت من الناس، ولا بأس أن تمشي حافية في بيتها، كل ذلك لا بأس لا حرج فيه، والذي يطلب من المحادة أن تلاحظه خمسة أمور ينبغي أن تحفظ، خمسة أمور يطلب من المحادة المتوفى عنها زوجها، يطلب منها أن تراعيها دلت عليها النصوص:
الأول: أن تبقى في البيت الذي مات زوجها وهي ساكنة فيها تبقى فيه، محادة فيه إذا تيسر ذلك، تبقى في البيت إذا كان البيت ملكاً لزوجها أو مستأجر أو يمكن إكمال العدة فيه تبقى فيه حتى تنتهي العدة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لـ فريعة بنت مالك لما مات زوجها: امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله امكثي يعني: اسكني، في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله يعني: حتى تنتهي العدة، إلا إذا كان هناك مانع، مثل البيت ليس لزوجها، بل مستأجر وتمت المدة ويريده أهله فلا بأس تخرج، أو انهدم البيت، أو ليس عندها من يؤنسها تخاف الجلوس فيه، تخرج إلى أهلها، إلى محل آمن، يعني: تخرج بعذر شرعي وإلا فتبقى في البيت، ولا بأس بخروجها من البيت لحاجة كأن تشتري حاجة من السوق طعام أو غيره من الحاجات، أو تذهب إلى الطبيب.. إلى المستشفى لا بأس، أو تخرج للمحكمة لها دعوى أو وكالة تخرج لا بأس لحاجة.
الأمر الثاني: أن تكون الملابس غير جميلة ملابس عادية ليست جميلة، تلبس ملابس غير جميلة، لقوله ﷺ للمحادة: ولا تلبس ثوباً مصبوغاً إلا ثوب عصب، قال العلماء معناه: ثوب مصبوغ يعني صبغ جميل يعني فيه جمال فيه.. يلفت النظر، أما ثياب العصب فهي غير جميلة، فإذا كانت الملابس غير جميلة فلا بأس، سواءً كانت سوداء أو غير سوداء، ما هو بلزوم سوداء، سوداء أو خضراء أو حمراء أو صفراء لا بأس، لكن تكون غير جميلة.
الأمر الثالث: عدم الحلي، لا تلبس الحلي لا الذهب ولا الفضة ولا ولا الماس ولا الخواتيم كلها لا تلبس شيء، وإذا كانت عليها تزيلها؛ لأن الرسول ﷺ نهى عن لبس الحلي للمحادة.
الرابع: عدم الطيب بالبخور بخور بماء الورد أو العود أو نحوه من الأطياب، إلا إذا كانت تحيض، شابة تحيض إذا طهرت لا بأس أن تتعاطى بعض البخور عند الطهر.
الخامس: عدم الكحل والحناء، لا تتكحل؛ لأن الرسول ﷺ نهى أن تكحل عينها، أما الدواء لا بأس تداوي عينها بالصبر بالقطور، دواء لا بأس أما الكحل كحل الزينة لا، وكذلك التحني لأنه زينة، فلا تتحنى.
هذه خمسة أمور تراعيها، والباقي ما عليها شيء، الباقي كونها تلبس ملابس جديدة لكنها ما هي بجميلة، كونها تمشي حافية، كونها تغتسل كل يوم أو كل يوم وراء يوم، كونها تغير ملابسها لا بأس، تروش متى شاءت، تغير ملابسها متى شاءت، تكشف رأسها إذا كان ما عندها أجنبي، تكشف رأسها في حال جلوسها أو في حال نومها، لا بأس، تمشي في خف أو في غير خف، في جوارب أو غير جوارب لا بأس، تذهب إلى السطح إلى القمراء السطوح لا بأس، إلى الحوش إلى الحديقة في البيت لا بأس، كل هذه أمور ما عدا الخمسة المذكورة لا حرج عليها والحمد لله، تسلم في التلفون، تكلم في التلفون حاجاتها، ترد على التلفون، من جاء يسلم عليها بعض أقاربها .... ترد عليهم، لكن لا تخلو بأحد، الزوجة لا تخلو بأجنبي، ترد عليه من دون خلوة مع التستر أيضاً، تسلم على النساء، تصافح، تصاحف محارمها لا بأس أخوها عمها تصافحه، النساء تصافحهن قريبات أو غير قريبات، كل هذا لا بأس به، ما عدا الخمسة الأشياء التي ذكرنا، وفق الله الجميع. نعم.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيراً.