عنوان الفتوى : شرح حديث معاذ: (أفتان أنت يا معاذ)
المستمع يحيى غازي العنزي من الرياض، بعث يسأل يقول: ذكر ابن القيم أن رسول الله ﷺ أنكر على معاذ قراءته لسورة البقرة فقال: أفتان أنت يا معاذ !، فتعلق النقارون بهذه الكلمة ولم يلتفتوا إلى ما قبلها ولا إلى ما بعدها، ما المقصود بقوله: ما قبلها وما بعدها ومن هم النقارون جزاكم الله خيراً؟ play max volume
الجواب: النبي ﷺ أرشد الأئمة إلى أن يرفقوا بالناس فقال: أيكم أم الناس فليخفف، فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف وذا الحاجة، فالواجب على الإمام أن ينظر في الأمر وأن لا يشق على الناس، والقدوة هو النبي عليه الصلاة والسلام، القدوة هو النبي ﷺ في أفعاله كلها، لقول الله سبحانه: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب:21]، فكان عليه الصلاة والسلام يصلي صلاة وسطاً ليس فيها إطالة تشق على الناس.
فالواجب على الأئمة أن يتأسوا به صلى الله عليه وسلم وأن يقتدوا به في الصلوات الخمس كلها، حتى لا يفتنوا الناس، وحتى لا يشجعوهم على ترك الصلاة في الجماعة، فإذا صلى صلاة وسطاً ليس فيها مشقة على الناس، اجتمع الناس وصلوا جماعة ورغبوا في الصلاة، وتواصوا بأدائها في المساجد، ولهذا في اللفظ الآخر: أيها الناس! إن منكم منفرين، يعني: منفرين من الصلاة في الجماعة، فأيكم أم الناس فليخفف، ولهذا قال لـمعاذ: أفتان أنت يا معاذ !، وقال بعدها: هلا قرأت بسبح اسم ربك الأعلى، والليل إذا يغشى، والشمس وضحاها، واقرأ باسم ربك، هذا الذي بعده اللهم صل عليه وسلم، وقبلها: أيكم أم الناس فليخفف، ثم أرشد إلى هلا قرأت بسبح اسم ربك الأعلى، وإذا السماء انشقت، وفي بعضها والشمس وضحاها، والليل إذا يغشى، يعني في أوساط المفصل، يعني هذه السور وما يشابهها، في العشاء والظهر والعصر، أما الفجر فكان يقرأ أطول من ذلك، كان الرسول ﷺ يقرأ في الفجر بالطور، وبـ(ق والقرآن المجيد)، واقتربت الساعة والواقعة وما أشبهها، عليه الصلاة والسلام، فالفجر يطول فيها بعض الطول مثل (ق) ونحوها، وفي الظهر والعصر والمغرب والعشاء بأوساط المفصل، وفي المغرب في بعض الأحيان بقصاره، وفي بعض الأحيان يطول فيها بعض الأحيان كما فعل النبي ﷺ لكن الأغلب بالقصار. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا وأحسن إليكم.