عنوان الفتوى : الإعانة على شرب الدخان
س: أبي يشرب الدخان وهو يأمرني أن أذهب إلى السوق لأشتري له دخانًا، فهل أطيعه؟ وإذا أطعته فهل علي إثم؟ علمًا أنني إذا لم أطعه قد تحصل مشاكل. أفيدوني جزاكم الله خيرا.
ج: الواجب على أبيك ترك الدخان؛ لما فيه من المضار الكثيرة، وهو من الخبائث التي حرمها الله سبحانه في قوله عز وجل عن نبيه ﷺ: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ [الأعراف:157] والله إنما أحل لعباده الطيبات، كما في هذه الآية الكريمة من سورة الأعراف، وكما في قوله في سورة المائدة: يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ [المائدة:4] فأوضح سبحانه أنه لم يحل لعباده إلا الطيبات، والدخان ليس من الطيبات، بل هو من الخبائث الضارة.
فالواجب على أبيك وعلى غيره ممن يتعاطى التدخين التوبة إلى الله سبحانه من ذلك، وعدم مجالسة من يتعاطاه، ولا يجوز لك أن تعينه في ذلك ولا في غيره من المعاصي؛ لقول الله سبحانه: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة:2]. وعليك وعلى إخوانك وأعمامك، إن كان لك إخوان وأعمام، مناصحته وتحذيره من تعاطيه؛ عملا بالآية المذكورة وبقول النبي ﷺ: الدينن النصيحة قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم خرجه الإمام مسلم في صحيحه.
وأسأل الله أن يوفق أباك للخير، وأن يعينه على التوبة من هذه المعصية وغيرها، وأن يجعلك من أعوانه على الخير، إنه سميع قريب[1].
--------------------