عنوان الفتوى : لمذا حاصر الرسول صلى الله عليه وسلم يهود خيبر ، وسمل أعين العرنيين؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

بسم الله الرحمن الرحيم ..بعد الدعاء لكم بالتوفيق لجهودكم فسؤالي عن عدة نقاط وأرجو الإجابة عليها بشكل واضح جزاكم الله خيرا :1 -قبل أيام دخلت في نقاش مع أحد النصارى و الذي كان يتهم الإسلام و الرسول صلى الله عليه و سلم بعدم الرحمة و ادعى أن الرسول صلى الله عليه و سلم قام بعد حصار اليهود في موقعة خيبر قام بتعذيب الأسرى و قتلهم و استدل بحديث ادعى أنه من صحيح البخاري و قال إنه مذكور في الحديث أنه (أقامهم في الحرة و سمرت أعينهم)و قد سمعت بهذا الحديث من قبل و لكن سؤالي هو هل هذا الحديث ورد في يهود خيبر و إذا كان كذلك فهل عذبهم الرسول فعلا وإن فعل فلماذا ؟وهل هو حديث صحيح أصلا أم لا و كيف نرد على من ادعى أن الرسول صلى الله عليه و سلم ليس برحيم وأنه اتهم المرأة بأنها نجس ؟

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فقد حاصر النبي صلى الله عليه وسلم يهود خيبر في السنة السابعة من الهجرة ، وذلك ‏لدورهم السيئ في تحريض الأحزاب ضد المسلمين، وإثارة بني قريظة على الغدر والخيانة، ‏واتصالهم بالمنافقين المتآمرين. وما ذكر محاورك النصراني من أن النبي صلى الله عليه وسلم ‏قام بتعذيب الأسرى وقتلهم كذب، وإنما قتل النبي صلى الله عليه وسلم كنانة بن الربيع، ‏حين خالف بنود الصلح وأخفى كنزاً عنده لبني النضير، فقال صلى الله عليه وسلم: " ‏أرأيت إن وجدناه عندك أأقتلك؟" قال: نعم. فلما وجد المسلمون الكنز أمر النبي صلى الله ‏عليه وسلم صلى الله عليه وسلم بقتله. وأما حادثة سمل الأعين ‏فليست في هذه الغزوة قطعاً، وإنما هي في العرنيين الذين قتلوا رعاة الإبل واستاقوها.‏
وحديثها صحيح أخرجه البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه قال: قدم على النبي ‏صلى الله عليه وسلم نفر من عكل فأسلموا، فاجتووا المدينة، فأمرهم أن يأتوا إبل الصدقة ‏فيشربوا من أبوالها وألبانها، ففعلوا فصحوا، فارتدوا وقتلوا رعاتها، واستاقوا الإبل، فبعث ‏في آثارهم فأتي بهم، فقطع أيديهم وأرجلهم، وسمل أعينهم، ثم لم يحسمهم حتى ماتوا" وقد ‏فعل بهم صلى الله عليه وسلم هذا الفعل لأنهم كانوا قد فعلوا ذلك بالراعي، فكان ‏قصاصا: (وجزاء سيئة سيئة مثلها) .
وأما القول بنجاسة المرأة ونسبة ذلك إلى النبي صلى ‏الله عليه وسلم فهو من الكذب البين.‏
فقد روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت كنت أشرب وأنا ‏حائض، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم، فيضع فاه على موضع فمي. فهذا الحديث ‏صريح في إباحة أكل الحائض وشربها مع زوجها، وأن لعابها طاهر، وأن الحيض لا يجعل ‏الحائض ولا شيئاً منها نجساً. واليهود هم الذين يقولون بنجاسة المرأة في الحيض. روى ‏مسلم عن أنس أنه قال: إن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم لم يؤاكلوها، ولم ‏يجامعوهن في البيوت (أي لم يخالطوهن ولم يساكنوهن في بيت واحد) فسأل أصحاب ‏النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم فنزل قوله تعالى: ( ويسألونك عن ‏المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن) فقال صلى الله ‏عليه وسلم "اصنعوا كل شيء إلا النكاح" فبين هذا الحديث الصحيح أن معنى الآية أي ‏‏:اعتزلوا وطأهن ولا تقربوه. وما سوى ذلك من المؤاكلة والمجالسة والسكن في بيت واحد ‏فكل ذلك مباح.‏
‏ وأما القول بأنه صلى الله عليه وسلم ليس برحيم فهو من الافتراء والكذب للطعن فيه ‏صلى الله عليه وسلم، وليست هذه القضية جديدة في ساحة العلاقات بين المسلمين ‏وغيرهم، بل هي قضية متلازمة مع الحركة الإسلامية في كل زمان ومكان، فقد قام أعداء ‏الدعوة الإسلامية في مهدها الأول -وهم مشركو قريش - بوسم الرسول صلى الله عليه ‏وسلم بكل الصفات السلبية، وبعد انتقال الدعوة إلى المهد الثاني وهو: المدينة المنورة حمل ‏لواء العداء لشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم وتوجيه الشبهات والمطاعن لها أعداء ‏الدعوة الجدد وهم: اليهود والمنافقون.‏
وقد دافع الله تعالى عن رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وذلك من خلال آيات القرآن ‏الكريم ورد كل الشبهات والافتراءات بأبلغ الردود، وفندها بأوضح البراهين والحجج.‏
وللرد على أنه صلى الله عليه وسلم ليس برحيم، يقول تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة ‏للعالمين ) [الأنبياء:107] وسيرته صلى الله عليه وسلم مع أهله والمسلمين من حوله، بل ‏ومع خصومه من كفار قريش والمنافقين في المدينة دالة على اتصافه بالرحمة والرأفة ‏والإحسان. وحسبه صلى الله عليه وسلم موقفه يوم الفتح، وقوله لصناديد قريش: " اذهبوا ‏فأنتم الطلقاء" .‏
والله أعلم.‏