عنوان الفتوى : النصرانية... ماهيتها... انحرافها
ما مبدأ الدين المسيحي؟ وهل يعبد النصارى عيسى عليه السلام؟ و هل يخلطون بينه وبين عبادة الله تعالى؟ ومن هي مريم عليها السلام بنظرهم؟ وكم كتاب عندهم؟ .. فقد سمعت من أحد المسمين أن عيسى عليه السلام كان له أربعة تلاميذ لكل منهم كتاب والكتاب الوحيد المحرف كان لأحد التلاميذ؟ والذي يتهمه النصارى بالكفر بينما المحرفون الآخرون فهم الذين يأخذون بهم ..وأخيرا أرجو إعلامنا بمصدر الفتوى وهل هي من عند الشخ القرضاوي حيث إنني كلما أخذت فتوى من الموقع قال لي الناس إنه مجرد موقع على الانترنت لا نعلم حتى من صاحب الفتوى وهل هو عالم أصلا؟ وما مدى علمه؟ .. أخبرونا جزاكم الله خيرا و بارك فيكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإنّ أصل الدين المسيحي: النصرانية، وهو الدين المنزل من الله تعالى على عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وأتباع دين النصرانية يقال لهم: (النصارى) نسبة إلى بلدة الناصرة في فلسطين، والتي ولد فيها المسيح عليه السلام، أو لأنهم نصروا عيسى عليه السلام، ثم أطلق على كل من ادّعى اتّباع المسيح تغليباً، قال تعالى: (قال الحواريون نحن أنصار الله) [الصف: 14].
وفي العصور المتأخرة أطلق عليها (المسيحية)، وعلى أتباعها (المسيحيون) إمعاناً منهم في الانتساب إلى المسيح، وتخلّصاً من مقت المسلمين لاسم (النصارى) الذي جاء ذمُّهُ في القرآن والسنة.
والنصرانية امتداد لليهودية، لأن عيسى عليه السلام أُرْسل إلى بني إسرائيل مجدداً في شريعة موسى عليه السلام، ومصححاً لما حرّفه اليهود منها، قال تعالى عن عيسى عليه السلام: (ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ورسولاً إلى بني إسرائيل ...) [آل عمران: 48].
ولم تمضِ ثلاثة قرون على النصرانية حتى تحولت تماماً عن مسارها الصحيح، تحولّت من التوحيد إلى الشرك، حيث إن غالب بني إسرائيل كذبوا عيسى عليه السلام، وأنكروا رسالته، وحرّفوا الدين وغيّروا الإنجيل.
فبعد أن رفع الله عيسى عليه السلام بقي عدد من أتباعه على الحق مدّة يسيرة مطارَدين من قبل اليهود، واستمر الحال على هذا قرابةَ نصف قرن، ثم في النصف الثاني من ذلك القرن الأول بدأ عهد كتابة الأناجيل المبتدَعة المحرَّفة التي هي اجتهادات لم تُسْمع من عيسى عليه السلام مشافهةً، وبعضُها من دسّ اليهود، واستمرّ الأمر على هذا مدّة تزيد على ثلاثة قرون تأثرت فيها النصرانيةُ بالفلسفات والآراء والطقوس الوثنية، إضافةً إلى التحريف، والفرقة، والاختلاف العقدي والمذهبي، وفُقد في هذه الفترة النصّ الصحيح للإنجيل، وكثرت الأناجيل إلى حدّ لا يمكن الاهتداء إلى نصّ الإنجيل الثابت.
ثم جاءت فترة التجمع النصراني الكبير الذي عقده قسطنطين ملك الرومان في نيقية سنة 325م، وقَرر فيه مبتدعةُ النصارى الاتجاه نحو نصرانية ضالّة، هي مزيج من الوثنية الرومانية، ومن اليهودية المحرفة، وبقايا النصرانية المشوشة، وشيء من وثنية هندية. وفي هذا التجمع رُسّخت عقيدة تثليث نصارى هذا العصر، التي تدعي أن الله عز وجل ثالث ثلاثة هم: الأب، وهو الله سبحانه - بزعمهم -، والابن: عيسى - بزعمهم-، وروح القدس: ويتمثل في الروح التي حلّت في مريم، ولذلك فكل نصارى، أو مسيحيي عصرنا كفار، قال تعالى: (لقد كفر الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة، وما من إله إلاّ إله واحد) [المائدة: 73] وقال: (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم).
وأما ما يتعلق بالفتوى في هذا الموقع ، فيمكنك معرفة آلية ذلك بمراجعة ما كتب ( عن الفتوى )
http://www.islamweb.net/fatwa/ifta_team.htm
والله تعالى أعلم.