عنوان الفتوى : هل تجرى عملية رتق البكارة عند الضرورة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

لي أخت تسأل عن حكم رتق غشاء البكارة، علماً بأنها تابت منذ سنتين عن كل تلك القاذورات التي ارتكبتها عن جهالة بكل معاني التوبة والتحسر لخشية الرحمن، تقدم لها منذ شهور أخ متدين لم تعلمه بشيء عن ذلك وحسب ما علمت منه من طباع فإنه لن يقبل ذلك أبداً، وسينفصل عنها حتماً لو أخبرته حتى أنها تتصور، إنه لن يكتم ذلك السر، لأنه ينقل كل كبيرة وصغيرة لعائلته وسيفضحها، إن عائلتها شديدة ولو تسمع هذا ستحصل مصائب كبيرة، يمكن أن أمها تموت من الصدمة ويخاف على البنت من الضرب الشديد وفضح أمرها، لو افتضح أمرها لأي شخص من عائلتها أو الجيران سيتسرب هذا الخبر للجميع وعند ذلك لن يتقدم لها أي خاطب، إنها قلقة فوق ما تتصورون حتى أصبح ذلك عقدة تفكر فيها ليلاً ونهار مع تعذيب الضمير لما أخطأت ولغشها لزوج إن قامت بالعملية، والخوف من أن يكتشف ذلك يوم الزواج، أرجو الإرشاد لهذه التائبة التي اشتدت حيرتها؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى ألا يزيغ قلبها بعد إذ هداها للإيمان، ويوفقها لما يحبه ويرضاه، ويهيء لها من أمرها رشدا، ولا يكشف عنها ستره؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وننبهها إلى أن التوبة تجب ما قبلها حتى الزنى إن أخلصت النية وصدقت، لقول الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 296.

وأما عملية الرتق فلا تجوز بأية حال إلا إذا تحققت أنها ستقتل أو سيلحقها أذى بالغ لا تحتمله إن لم تفعل ذلك باطلاع أهلها عليها أو غلب على ظنها ذلك، فتكون ضرورة لدفع أعظم المفسدتين، وإذا كان خطيبها سيصير منه ما ذكرت فينبغي أن ترفضه، ولعل الله يرزقها خيراً منه، ولا ينبغي لها أن تذكر لأي خطيب يتقدم لها ما كان منها من سوابق، وإن سألها عن سبب زوال بكارتها فلها أن تعرض وتكني بأن البكارة تزول بأسباب كثيرة مثلاً، ولعلها زالت بأحد تلك الأسباب ونحو ذلك، ولا تكشف ستر ربها عليها وتعرض نفسها للفضيحة أو الأذى من قبل أهلها. وللفائدة نرجو مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 56519، 68213، 5047.

والله أعلم.