عنوان الفتوى : لا تتم التوبة إلا بأداء الأمانة كاملة غير منقوصة
ما حكم من أكل أمانة هل تجزئه التوبة وحدها أم التوبة مصحوبة برد ما خانه من الأمانة ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أمر الله عز وجل بحفظ الأمانة وأدائها إلى أصحابها، وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من تضييعها وخيانتها، فقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا {النساء: 58} وقال صلى الله عليه وسلم : آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان . رواه البخاري ومسلم .
ولذلك فإن أكل الأمانة من المحرمات الشرعية وخسائس الذنوب التي يترفع عنها أصحاب المروءات، وعلى من فعل ذلك أن يبادر بالتوبة النصوح إلى الله تعالى، وأن يؤدي الأمانة إلى صاحبها، ولا تتم توبته إلا بأداء الأمانة كاملة غير منقوصة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : على اليد ما أخذت حتى تؤديه . رواه أحمد وأبو داود والترمذي. وقال صلى الله عليه وسلم : من كانت عنده مظلمة لأخيه في عرض أو مال فليستحلها منه قبل أن يأتي يوم لا دينار فيه ولا درهم، وإنما يؤخذ من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فزيدت على سيئاته . رواه البخاري ومسلم .
والحاصل أن أكل الأمانة حرام، ولا تجزئ التوبة من ذلك إلا بأداء الأمانة إلى صاحبها ، وللمزيد من الفائدة نرجوا أن تطلع على الفتويين : 6619 ، 32055 .
والله أعلم .