عنوان الفتوى : هل يملك الأهل فسخ عقد النكاح
أود أن أستشير العلماء الأفاضل في مشكلة وأرجو أن تفيدوني بنصحكم أثابكم الله.كان يحصل بيني وبين أهل خطيبتي بعض المشاكل ولكنها سرعان ما تنتهي وتعود الأمور إلى طبيعتها، أنا كنت لا أطلع أحدا على هذه المشاكل حتى أهلي في البيت ولكن حماتي كانت تطلع خالتي عليها أولا بأول، ومنذ عدة أسابيع حصلت بيننا مشكلة، فما كان من حماتي إلا أن أخبرت خالتي وأرسلتها لعندنا لتحل المشكلة، ولكنها تركت المشكلة الأساسية وفتحت جميع الماضي الذي انتهى مما أثار غيظي حيث إني كنت قد حللت جميع المشاكل، ونتيجة لسوء الفهم من قبل عمتي التي كانت موجودة وقتها لموضوع حساس، ونتيجة لنقل الكلام تكلمت عمتي عن أهل خطيبتي بكلام ضايقهم حيث اعتبروه إهانة، علما بأن عمتي غضبت أيضا نتيجة فهمها للكلام على أنه إهانة لعائلتنا، فما كان من أهل خطيبتي إلا أن قطعوا العلاقة مع أهلي، علما بأن أبي ليس له علاقة بالموضوع بتاتا، وأرادوا من أهلي أن يزوروهم للاعتذار ومنعوا خطيبتي من زيارة أهلي بدعوى الحفاظ على كرامتها، وأود الإشارة هنا إلى أن والدي مستاء ولا يريد أن يزورهم الآن لأنه لا دخل له بالموضوع وعلاقته بالأساس طيبة معهم، وأيضا لأنهم أخبروا أناسا آخرين دون اللجوء إليه مباشرة.... ملاحظة: أنا عاقد وعلاقتي بخطيبتي ممتازة وهي من الفتيات الطيبات الملتزمات، وعلاقتي بأهلها مازالت حتى الآن جيدة ولا أخفي أنهم يحبونني كثيراً، فبماذا تنصحونني، وفي هذه الحالة من الذي يجب عليه أن يزور الآخر، الرجاء أفيدوني بسرعة نظرا لحساسية الموقف حيث إن كل طرف متصلب برأيه ولا يريد أن يزور الآخر حتى يأتي أحدهما، والأمور متجهة من قبل الأهل إلى فسخ العقد، علما بأني وخطيبتي لا نريد الفراق؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يحل للمسلم أن يهجر أخاه لحظ نفسه أكثر من ثلاث ليال، لما روى أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث. رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم.
وحسبك في النكير على من قطع أخاه أنه يُحرم من مغفرة الله عز وجل بسبب الشحناء بينه وبين أخيه المسلم، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا.
فعلى أهلك وأصهارك أن يصطلحوا ويتزاوروا وخيرهم من يبدأ بذلك: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {الشورى:40}، والتزارو غير واجب على أحد منهم، وإنما السلام إذا التقيا، ولكن الأولى هو الصلة والتزاور لأن ذلك أدعى للألفة والمحبة، وحاول أنت جاهداً أن تصلح بينهما، فإن لم تفد فانظر في أقربائك وأصحاب الوجاهة من قومك كي يؤثروا عليهم فيصطلحوا.
وأما فسخ أهلها للعقد فليس بأيديهم ذلك ما دام العقد قد حصل لأنها أصبحت زوجة لك وفي عصمتك بالعقد فأنت مالك عصمتها، وننصحكما إن حدث بينكما شيء لاحقاً أن لا تخبرا به أحداً من أهليكما، فالمشاكل إن كانت بينكما فحسب سرعان ما تتلاشى وتزول وإن علم بها الأهل فإنها تتفاقم ويتضاعف شررها فيجعلون من الحبة قبة، وأنتما اللذان ستدفعان ثمن ذلك.
والله أعلم.