عنوان الفتوى : الهدي النبوي في الحب والبغض
أطلب منكم بأن تفتوني في حال من كان يصدق في جمع أموره مع الآخرين وهم لا يصدقونه ولوكانوا يعلمون أنه صادق معهم حقا ولم يكن كاذبا فما عليه أن يفعل ، وأيضا أولم يأت في الحديث الشريف: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه . ومن بدا لي أنه لا يحبني وأبغضني من أجل أحد آخر فلماذا علي أن لا أبغبضه وأصارحه بماهو حق، أو ليس كذلك، أفتوني في هذا الأمر وأرجو منكم أن تدعو الله لي بأن يصلح لي جميع أموري ؟ وشكرا .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله لنا ولك ولجميع المسلمين العافية والاستقامة على طاعته والثبات على دينه، واعلم أن المسلم لا بد أن يهتم بشأن إخوانه المسلمين لأنهم معه كالجسد الواحد، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، ثم شبك بين أصابعه . متفق عليه . وقال صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى . رواه مسلم . وقال صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه . متفق عليه .
ولا ينبغي للمسلم تكذيب أخيه إذا لم يكن له دليل على كذبه، ومن كذبه أخوه فينبغي له نصحه وإزالة ما عنده من سوء ظن به، وليعف عنه وليصفح ففي ذلك أجر كبير، وعلى المرء أن يعتدل في حبه وبغضه كما أرشد إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف حين قال: أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوما ما . رواه الترمذي في سننه وصححه الألباني . ونسأل الله تعالى أن يصلح لنا ولك الأمور في الدين والدنيا والأخرة .
والله أعلم .