عنوان الفتوى : رفع الإمام والمأموم اليدين في ا لدعاء يوم الجمعة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

بعد أن ينهي الخطيب الخطبة يوم الجمعة يشرع بالدعاء ويبدأ المصلون بالتأمين، ومنهم من يرفع أكفه ومنهم من لا يرفعها قائلا إنها بدعة، وإن كانت كذلك فما تقولون في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ادعوا الله ببطون أكفكم، وهل هو عام أم مقيد ؟ بارك الله فيكم .

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيكره للخطيب أن يرفع يديه في الدعاء في الخطبة لغير الاستسقاء لما رواه أحمد ومسلم والترمذي والنسائي عن حصين بن عبد الرحمن رضي الله عنه قال: كنت إلى جنب عمارة بن رؤيبة وبشر بن مروان يخطبنا، فلما دعا رفع يديه، فقال عمارة: قبح الله هاتين اليدين، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يخطب إذا دعا يقول هكذا فرفع السبابة وحدها.

وقال البهوتي في كشاف القناع: ويكره للإمام رفع يديه حال الدعاء في الخطبة، قال المجد: هو بدعة وفاقا للمالكية والشافعية وغيرهما. ولا بأس أن يشير بأصبعه فيه، أي دعائه في الخطبة، لما روى أحمد ومسلم أن عمارة بن رويبة رأى بشر بن مروان رفع يديه في الخطبة فقال: قبح الله هاتين اليدين، لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ما يزيد أن يقول بيده هكذا وأشار بأصبعه المسبحة. اهـ.

أما عند الاستسقاء في الخطبة فيرفع لما في الصحيحين عن أنس بن مالك: أن رجلا دخل يوم الجمعة من باب كان وجاه المنبر ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب، فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما فقال يا رسول الله هلكت المواشي وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا، قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال: اللهم اسقنا اللهم اسقنا اللهم اسقنا ... اهـ

 وأما المأموم فلم يرد فيه نص، ولذا ذهب بعض أهل العلم إلى أن حكمه باق على الأصل وهو استحباب رفع اليدين له، فعن سلمان رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم: إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين . رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وحسنه، والحاكم وصححه.

 وذهب آخرون إلى إلحاقه بالإمام، والأمر في ذلك واسع .

وأما الحديث الذي ذكرته فقد رواه أبو داود عن مالك بن يسار السكوني ثم العوفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا سألتم الله فاسألوه ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها. قال أبو داود: و قال سليمان بن عبد الحميد له عندنا صحبة يعني مالك بن يسار.

وهذا الحديث مقيد بما رواه مسلم عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فأشار بظهر كفيه إلى السماء .

قال النووي في شرح مسلم: قَالَ جَمَاعَة مِنْ أَصْحَابنَا وَغَيْرهمْ: السُّنَّة فِي كُلّ دُعَاء لِرَفْعِ بَلَاء كَالْقَحْطِ وَنَحْوه أَنْ يَرْفَع يَدَيْهِ وَيَجْعَل ظَهْر كَفَّيْهِ إِلَى السَّمَاء , وَإِذَا دَعَا لِسُؤَالِ شَيْء وَتَحْصِيله جَعَلَ بَطْن كَفَّيْهِ إِلَى السَّمَاء، اِحْتَجُّوا بِهَذَا الْحَدِيث . اهـ

 والله أعلم