عنوان الفتوى : المبادرة إلى التوبة والثقة بمغفرة الله
ياشيخ أنا أحلم بالأطفال كثيرا ؟ فانصحني ياشيخ بطريق الهدى، أريد التوبة ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن الرؤى والأحلام لا تبنى عليها الأحكام الشرعية ولا التعاملات الدنيوية.
وفيما يتعلق بما تريدين النصح به من طريق الهدى فإنه فيما تبحثين عنه من التوبة، فعليك بتجديد التوبة كل ما وقعت في ذنب أو معصية، والتوبة مقبولة -إن شاء الله- إذا استكملت شروطها المعروفة والمبينة في الفتوى رقم: 5091.
فإذا تبت توبة نصوحا، فإن الله يغفر لك، قال سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}.
وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن عبدا أصاب ذنبا وربما قال أذنب ذنبا فقال رب أذنبت وربما قال أصبت فاغفر لي، فقال ربه أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا أو أذنب ذنبا فقال: رب أذنبت أو أصبت آخر فاغفره، فقال أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا وربما قال أصاب ذنبا، قال قال رب أصبت أو قال أذنبت آخر فاغفره لي، فقال: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي -ثلاثا- فليعمل ما شاء.
وفي الحديث بيان لرحمة الله ومغفرته بعبده، وليس فيه حث للعبد على المعصية، بل فيه زجر له عنها، إذ أن الرب الغفور الرحيم الذي أسبغ علينا النعم الظاهرة والباطنة، وستر عيوبنا عن الخلق -ونرجو أن يغفرها لنا يوم القيامة- يستحق منا الطاعة والعبادة لا المبارزة بالذنوب والمعاصي.
فبادري -أيتها الأخت الكريمة- إلى التوبة، وثقي بأن الله تعالى سيغفر لك جميع ما كان منك.
والله أعلم.