عنوان الفتوى : الرؤيا الحسنة والمبشرات
أروي لكم رؤيا لا أطلب تفسيرها ولكن عندي سؤال: رأيت رؤيا فيها شقان، الشق الأول يخبرني بأيام عصيبة ومشاكل وبلاء وانسداد الدنيا في وجهي وهذا الذي أنا فيه اليوم حتى بالتفاصيل الصغيرة التي رأيتها في الرؤيا، آخر الرؤيا التي رأيتها كانت أفضل من أولها حيث خرحت من باب ضيق وأنا أنظر إلى السماء صافية وقلبي منشرح جدا أحسست به حتى بعد اليقظة. وقد أخبرني بعض المفسرين أن ذلك علامة على الفرج بعد الضيق. فهل تصنف رؤياي رؤيا صالحة؟ قال رسول الله: (الرؤيا الصالحة من الرجل الصالح). هل أنا رجل صالح؟ والله يحب الرجل الصالح؟ أنا في بلاء شديد جدا منذ سنوات والألم شديد ورسول الله يقول (إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه) إذا أحبني الله أليس هذا هو الفلاح والفوز؟ لا أعتقد أن الله يغير رأيه لأنه يعرف الغيب فإذا كنت سأتحول فاسقا بعد الصلاح فإنه لن يحبني من البداية.فإذا أحبني مرة فسيحبني دائما أليس كذلك. ثم إني أحب في الله وأبغض فيه، فإذا سمعت بالصالحين أحببتهم دون أن أراهم ولم أطلب منهم منفعة ولا مالا، وإذا سمعت بمسلمين مضطهدين انقبض قلبي وكأني أنا المقموع رغم أني بخير. وأمقت المنافقين وأهل الفجور وكل من ينال الإسلام بكلمة أو فعل. وأمنيتي هي العز والمجد والقوة والانتصار للمسلمين. لا أنوي الزنا ولا الخمر ولا الربا ولا الحسد ولا الاعتداء على أحد قولا ولا فعلا ولا غمط أحد، فإذا مت على هذه الحالة هل أنا على خير مع الله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن الرؤيا الحسنة المبشرة مؤشر على صلاح الرؤيا، فقد روى البخاري عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لم يبق من النبوة إلا المبشرات، قالوا وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة. وفي رواية: الرؤيا الحسنة.
ومن رأى رؤيا حسنة فعليه أن يحمد الله ويشكره، ويزيد في طاعته ويجاهد نفسه وهواه والشيطان للابتعاد عن المعصية شكرا لله على تلك النعمة، ويكثر من الأعمال التي يحبها الله تعالى حتى يحبه ويحقق له مناه ويؤمنه مما يخاف، فقد روى البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه..
ومن الأعمال التي يحبها الله الحب في الله والبغض فيه، ويدل لذلك ما في الموطأ وصحيح ابن حبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين في، والمتجالسين في، والمتزاورين في.
ولمزيد بيان عن فضل الحب في الله راجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 1109 ، 26373، 36998.
وقد بينا في الفتوى رقم: 74127، الوسائل التي تنال بها محبة الله فراجعها واعمل بها واجعلها ميزانا تعرف به نفسك هل أنت ممن يحبهم الله.
وراجع حكم البلاء وفضله في الفتاوى التالية أرقامها: 8138، 25874، 5249، 18103، 65354.
وأما قول السائل لا أعتقد أن الله يغير رأيه فإنه كلام لا يليق في حق الله تعالى، ومع ذلك كلام باطل لأن الله عز وجل يفعل ما شاء متى شاء وكيف شاء، فيحب المؤمن الطائع حين طاعته، فإذا فعل ما يبغضه الله أبغضه فإذا تاب أحبه.