عنوان الفتوى : حكم حلق لحية بها شعرات قليلة
ووردت رسالة من الأخ آدم أحمد من قرية المثابة بالسودان، يقول في رسالته التي تحتوي على سؤالين: إذا كان لدي بعض الشعيرات في لحيتي وهي لا تتجاوز عشر شعرات، وأنها قبيحة المنظر أي: غير مقبولة، هل يجوز لي حلقها، أفيدونا أفادكم الله؟ play max volume
الجواب: ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: قصوا الشوارب واعفوا اللحى، خالفوا المشركين رواه البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، وخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه قال: جزوا الشوارب وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس هكذا يقول ﷺ، وهكذا يأمر، ولم يستثن شعيرات قليلات ولا شعيرات كثيفات بل أطلق، قال: واعفوا اللحى وأرخوا اللحى وهذا يعم قليلها وكثيرها.
فلا يجوز للمسلم أن يقصها ولا أن يحلقها ولو كانت قليلة، ولو كانت بزعمه فيها تشويه، فإنه متى اتقى الله يسر الله أمره وعدل لحيته ووفقه إلى الخير، وأزال عنه ما يخشى مما يكره.
فالواجب على المؤمن أن يتقي الله في ذلك، وأن يعتني بها من جهة إكرامها وتوفيرها وتعاطي ما يكثرها من الأسباب، قد يكون عند الأطباء أشياء تعين على تحسين هذا الشعر وتوافره، فليتعاط ما يعينه على ذلك .
أما أن يقصها أو يحلقها فلا، السنة واضحة في هذا الأمر، فليس لمؤمن أن يقص اللحية ولو كانت قليلة وليس له أن يحلقها، بل الواجب عليه توفيرها وإكرامها وإعفاؤها وإرخاؤها طاعة لله ولرسوله ﷺ، ومخالفة لأعداء الله من المشركين والمجوس .
ولو أنهم أرخوها في بعض الأحيان ولو فرضنا أنهم أرخوها جميعًا فإنا نبقى على حالنا نرخيها وإذا وافقونا فلا يضر، ليتهم يوافقونا حتى في الإسلام، ليتهم يسلمون ونحمد الله على ذلك.
فالمقصود أن بعض الجهلة قد يظن أنهم متى أرخوا نحلق وهذا غلط كبير، لا، إذا أرخوها فالحمد نسأل الله لهم الهداية حتى يدخلوا في الإسلام، إذا وافقونا في أمور الإسلام لا نخالف الإسلام لأجلهم، لا؛ ولكن لا نفعل ما يوافقهم ويوافق زيهم ونخالف ديننا. نعم.