عنوان الفتوى : قول الزوج لامرأته لو ما لبست الحجاب سأطلقك
أرجو الإفادة أرجوكم في أسرع وقت، أنا ملتزمة و الحمد الله بالصلاة و جميع الطاعات و متزوجة و لدي طفلان و قد تحجبت منذ 6 أشهر و كنت أمر بفترة صعبة في حياتي نتيجة زواج زوجي زواجا عرفيا من امرأة تكبره 8 سنوات و بعد أن تركها كان يلح علي في الحجاب كثيرا ففعلت هذا تحت ضغط، ولكن بعد 3 أشهر كان في اتصال آخر مع هذه المرأة و تركت المنزل و أول شيء فعلت أني خلعت الحجاب و لا أستطيع أن ألبسه مرة ثانية فهو علم و قال:( لو ملبستيش الاشرب هطلقك بكرة الصبح) فلبست الاشرب و لكن في الوقت الذي لا يكون هو معي أخلعه، فأنا لا أريد الحجاب و لا إكراه في الدين، فأنا لست متبرجة تماما بل بالعكس مع الحجاب بدأت أضع المكياج، فأرجو الإفادة هل أعترف له أني لا أرتدي الحجاب و يطلقني أم أستمر على هذا الوضع .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما قول الزوج ( لو ما لبست .. سأطلقك ، فلا يقع به الطلاق لأنه إنما توعد بالطلاق ولم يطلق .
وننصح الأخت بالحجاب، وقد ذكرت أنها ملتزمة، ومن أول علامات التزام المرأة الحجاب، وهو فرض وواجب وليس عادة أو نافلة، ولا نظن الأخت تشك في فرضيته، وإذا كانت تشك في ذلك أو ينقصها العلم بوجوبه وفرضيته فلتراجع الفتوى رقم: 6226 .
وأما قولها لا إكراه في الدين، فمعناه لا إكراه في دخول الدين واعتقاده، وليس في التزام المسلم بأحكام الدين .
فنصيحتنا للأخت أن تطيع ربها أولا وأن تستجيب له سبحانه ، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ { الأنفال:24 }، وقال تعالى: إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ { النور:51-52 }، ولا بأس بعدم إخبار الزوج بتقصيرها في لبس الحجاب، حتى تتغلب على هواها وشيطانها ، وتلتزم بلبسه .
وأخيراً ننبه إلى أن المقصود بالحجاب الذي يجب على المرأة قولا واحداً هو تغطية جميع بدنها ما عدا الوجه والكفين، أما كشف الوجه فقط فإنه أمر مختلف فيه بين أهل العلم، فبعضهم يقول بجوازه عند أمن الفتنة ومنهم من يقول بالمنع منه مطلقاً، ولا شك أن العمل بهذا القول الأخير هو الأحوط في هذا الزمن.