عنوان الفتوى : هل تقبل بتارك للصلاة شريكا لحياتها
أنا أحب رجلا مسلما ووجدت فيه كل ما كنت أتمناه من أخلاق وأدب واحترام وتفهم ودين ولكن توجد مشكلة واحدة وهو أنه انقطع عن الصلاة لعدة سنوات. لقد كان يصلي في السابق ولكن لظروف معينة ألمت به انقطع عن الصلاة. أنا أحاول معه كل يوم أن يداوم على الصلاة والحمد الله لقد بدأ يصلي ولكنه لم يداوم ويلتزم عليها بعد وهنالك أيام لا يصلي فيها. مع العلم أنه يعرف كل الأمور الدينية وانسان جدا يخاف الله حتى أنه يدخل على مواقع الأنترنت ويجادل المسيحيين والمبشرين ويبين لهم خطأ اعتقاداتهم بل وإنه يحفظ من القرآن والحديث الكثير. ف
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأولا نقول للسائلة إنه لا يجوز لها أن تختلي بذلك الرجل ولا أن يرى منها ما لا يراه الأجنبي من الأجنبية ما دام لم يعقد عليها، وإن الإسلام لا يعرف ما هو معروف بالحب قبل الزواج كما في الفتوى رقم:4225، والفتوى رقم:25517، ثم نقول إن الوسيلة لنصح تارك الصلاة هي تذكيره بأهمية الصلاة ومكانتها من الدين، وراجعي فتوانا رقم: 4307، والاستشارة رقم :http://www.islamweb.net/ver2/istisharat/details2.php?reqid=225871.
ولا ننصحك بالزواج به قبل أن يتوب إلى الله من ترك الصلاة، فإن تارك الصلاة ليس مرضيا في دينه، وكيف يوصف بأنه يخاف الله تعالى وهو قاطع للصلاة التي هي صلة بين العبد وربه جل جلاله ومن كان كذلك فلا ينبغي قبوله، وهذا ما يفهم من قوله صلى الله عليه وسلم : إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.
وأما بالنسبة للسؤال الثاني:
فإن الدنيا دار ابتلاء وامتحان يبتلي الله عز وجل فيها عباده بأنواع الابتلاءات؛ قال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {الأنبياء:35} ، ومن رحمته وحكمته جل وعلا أنه يوقظ العباد من غفلتهم بشتى الوسائل والطرائق ليرجعوا إليه، قال تعالى: وَبَلَوْنَاهُمْ بِالحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {الأعراف:168}
فيجب على هذا الأخ أن يتوب إلى الله وأن يعلم أن ما أصابه سببه الذنوب والمعاصي، والإعراض عن ذكر الله وعن الصلاة، فما وقعت مصيبة إلا بذنب، ولا رفعت إلا بتوبة.
والله أعلم .