عنوان الفتوى : حكم إبلاغ المدير العام فيمن يقصر بالمسؤولية الملقاة عليه
أنا أعمل في شركة والرئيس المباشر غير قائم بواجبه في العمل ويتهاون في أدائه ويستهزئ بالأعوان، فهل تقديم شكوى إلى المدير العام في هذا الرئيس جائز أم لا، من فضلك أفتني في أمري؟ جزاكم الله كل الخير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالرئيس في أية مؤسسة يعتبر راعياً لمصالح تلك المؤسسة، ولا يجوز له الإخلال بالمسؤولية الملقاة عليه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة. رواه البخاري ومسلم واللفظ له.
وعند البخاري: ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة.
ولا يجوز له ترك شيء من واجباته في العمل ولا التهاون بها، لما في ذلك من الإخلال بما تم الاتفاق عليه من الشروط، وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ {المائدة:1}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم. رواه أبو داود وصححه السيوطي.
كما أن الاستهزاء بالآخرين منهي عنه سواء كانوا أعوانا أم لا، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {الحجرات:11}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. رواه مسلم.
وعليه؛ فواجبكم نحو رئيسكم المباشر في العمل هو أن تنصحوه بالعدول عما هو عليه من الأخلاق، وإذا لم يفد فيه النصح فعليكم بإبلاغ المدير العام بحاله من باب تغيير المنكر.
والله أعلم.