عنوان الفتوى : نبذة عن حياة ذي القرنين

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

يمدح القرآن الإسكندر الأكبر (ذا القرنين) بصفته عبدًا صالحًا، يؤمن بالله (87: 18-88)، ولكن جميع مؤرخي الإغريق يجمعون على أنه كان من عبدة الأوثان، فكيف يصح ذلك؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: ‏

فذو القرنين المذكور في سورة الكهف في القرآن الكريم، كان ملكًا صالحًا عابدًا لله، وهذا ‏ظاهر من خلال سياق القرآن، بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وما أدري ذا ‏القرنين أنبيًا كان أم لا. رواه الحاكم، وأبو داود، والبيهقي.‏

وهو - والله أعلم - غير الإسكندر المقدوني، وما ورد في حديث مرفوع: أن ذا القرنين هو ‏الذي بنى الإسكندرية. لا يصح، فقد قال ابن كثير عن هذا الحديث: وفيه طول ونكارة، ‏ورفعه لا يصح، وأكثر ما فيه أنه من أخبار بني إسرائيل.

 والعجب أن أبا زرعة الرازي مع جلالة ‏قدره، ساقه بتمامه في كتابه: دلائل النبوة، وذلك غريب منه، وفيه من النكارة أنه من الروم، ‏وإنما الذي كان من الروم الإسكندر الثاني، وهو ابن فيلبس المقدوني، الذي تؤرخ به الروم.

‏ فأما الأول، فقد ذكر الأزرقي، وغيره: أنه طاف بالبيت مع إبراهيم الخليل -عليه السلام- أول ‏ما بناه، وآمن به، واتبعه، وكان وزيره الخضر -عليه السلام-.

وأما الثاني، فهو إسكندر بن فيلبس المقدوني، ‏وكان وزيره أرسطا طاليس الفيلسوف المشهور. والله أعلم.

وهو الذي تؤرخ من مملكته ‏ملة الروم، وقد كان قبل المسيح -عليه السلام- بنحو ثلاثمائة سنة.

فأما الأول المذكور في ‏القرآن، فكان في زمن الخليل -عليه السلام-، وقرب إلى الله قربانًا.

وقد ذكرنا طرفًا صالحًا من ‏أخباره في كتاب: البداية والنهاية بما فيه كفاية. ولله الحمد. انتهى. من كتاب تفسير ابن ‏كثير لقوله تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا {الكهف:83}.

فالحاصل؛ أن الذي ذكره مؤرخو الإغريق، ليس هو الذي تحدث عنه القرآن.‏

والله أعلم.‏