عنوان الفتوى : الحكمة من خلق الحيوان والنبات قبل الإنسان

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

لقد خلق الله الحيوانات والنبات والجماد منذ ملايين السنين قبل خلق الإنسان لماذا خلقت وما هو دورها في ذلك الزمن؟ وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن الله عز وجل لم يخلق هذا الكون عبثاً، وإنما خلقه لحكمة أرادها سبحانه وتعالى، وفي صحيح مسلم أن الحيوان والنبات وغيرها خلقت قبل آدم عليه السلام، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 20193.

وخلق هذه الأشياء المذكورة وغيرها قبل خلق الإنسان لا شك أن له حكما جليلة.. علمها من علمها وجهلها من جهلها، ولعل من هذه الحكم أن الله عز وجل لما خلق الإنسان لعبادته وحده لا شريك له وكرمه على سائر مخلوقاته وجعل الكون كله في خدمته، كما قال الله تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً {الإسراء:70}، هيأ له الأرض وقدر فيها أقواتها وبث فيها الدواب.... ليكون ذلك كله في خدمة الإنسان المكرم حتى يؤدي الوظيفة التي من أجلها خلق وهي عبادة الله تعالى، وشأن الكريم أن يهيئ الإكرام لمن يريد إكرامه قبل قدومه، والله سبحانة وتعالى الذي كرم الإنسان هو أكرم الأكرمين.

يقول في محكم كتابه: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً  {البقرة:29}، قال أهل التفسير: خلقه للانتفاع والاعتبار والاختبار.. ويقول تعالى: وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ  {الجاثية:13}، ويقول تعالى: وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ {الرحمن:10}، فتهيئة الأرض للسكنى وخلق هذه الأشياء قبل خلق الإنسان هي من باب التكريم الذي خص الله تعالى به الإنسان، ينضاف إلى هذا أن هذه الأشياء كلها تسبح بحمد الله تعالى فهي في نفسها عابدة لله، قال الله تعالى: وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا {الإسراء:44}.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
يجب على المسلم اليقين بعدل الله وأنه يستجيب دعاء من دعاه بيقين وإخلاص
كيف يكون الشيء مكروهًا لله ومرادًا له؟
الفرق بين الأمن من مكر الله وانعدام الخوف من الله
هل يقدر الله على أن يأتي بكلام أحسن من القرآن الكريم وبدين أفضل من الإسلام؟
مدى صحة هذه المقولة: إن من رحمة الله بنا أنه لا يؤاخذنا على ما نراه في المنام"
هل في إنجاب الأولاد وتعريضهم لآلام الحياة جناية عليهم؟
الحكمة في خلق السماوات والأرض في ستة أيام مع قدرته على خلقها في لحظة