عنوان الفتوى : هل يؤاخذ الإنسان بكسب غيره
هل يحاسب المرء على أفعال غيره (أو بشكل أوضح إذا كان الأب عاصيا أو نماما أو غيرها من المعاصي أو كان الأخ كذلك هل نحاسب بذنبهم علماً أن الجميع يقولون إذا كان الأب عاصيا فإن الله ينتقم منه بأولاده أو بناته ما مدى صحة هذا الكلام؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الإنسان يؤاخذ بكسبه هو، ولا يؤاخذ بكسب غيره ولو كان قريبا له كأبيه أو أخيه أو غيرهما، لقول الله تعالى: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى{الأنعام: 164} قال أهل التفسير: أي لا تؤاخذ نفس بجريرة غيرها؛ كما قال تعالى: لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ{البقرة: 286} وكقوله تعالى: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ{المدثر:38} والآيات في هذا المعنى كثيرة.. وهذا مبدأ من مبادئ العدالة الإسلامية الأصلية وهو أن كل إنسان يحاسب على خطاياه هو وليس على خطايا غيره, كما أن الإنسان يحاسب على إضلاله الآخرين إن كان سببا في إضلالهم لأن هذا من كسبه وعمله، ومن ذلك إذا تسبب الوالد في إضلال أبنائه.
وقد كان والد إبراهيم, وابن نوح وزوجته, وزوجة لوط كفارا, وهؤلاء الأنبياء عليهم السلام غير مؤاخذين بآثام أقاربهم هؤلاء, وفي هذا دليل على خطأ ما ذكرته من أن الأب إذا كان عاصيا فإن الله ينتقم منه بأولاده أو بناته.
وللمزيد من الفائدة راجع الفتاوى التالية:13021، 33791، 11506.
والله أعلم.