عنوان الفتوى : الاجتماع في يوم معين للدعاء ليس من هدي السلف
نقوم بتوزيع أجزاء القرآن علينا بحيث تلتزم كل واحدة منا بقراءة الأجزاء التي عليها في بيتها وخلال الأسبوع وفي نهاية الأسبوع أي يوم الجمعة نجتمع في منزل الوالد وفي آخر ساعة قبل المغرب ( وذلك لنتحرى ساعة الإجابة في عصر الجمعة ) وتدعو واحدة منا بدعاء ختم القرآن لتحري الدعوة المستجابة عند الختم 0 فما الحكم في ذلك ؟ مع العلم أني أشك في أن هذا العمل من البدع وأنه بتوزيع أجزاء القرآن على أكثر من عشرة أفراد لايحصل ختم للقرآن ولكن أخواتي لايوافقنني في الرأي 0 فما الحكم في ذلك مع أني أحيانا لا أقرأ الجزء المخصص لي ولكن أجلس معهن عند الدعاء؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الدعاء بعد ختم القرآن مشروع ثابت عن بعض الصحابة رضوان الله عليهم، ولكن قراءة القرآن على نحو ما في السؤال لا يصدق عليها أنه ختم، كما أن الاجتماع على هذا النحو في يوم معين بقصد الدعاء لم يرد أنه كان من عمل السلف الصالح، ومن المعروف أن كل عبادة لم يتعبد بها النبي صلى الله عليه وسلم، ولا السلف الصالح بعده من الصحابة والتابعين وتابعيهم، ولم تنقل عنهم ولا دونوها في كتبهم، فهي بدعة بشرط أن يكون المقتضي لها قائماً - عندهم - والمانع منها منتفياً.
وعلى هذا فإنني أخشى أن يكون هذا العمل من البدع التي يجب تجنبها، فقد قال حذيفة رضي الله عنه: كل عبادة لم يتعبد بها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تتعبدوا بها، فإن الأول لم يدع للآخر مقالاً. فاتقوا الله يا معشر القراء وخذوا طريق من كان قبلكم. انتهى.من كتاب الأمر بالاتباع.
وحبذا لو كنتن تجتمعن في مكان واحد، كمصلى النساء مثلاً، وتدرسن القرآن وتتدبرن معانيه، فتتعظن بمواعظه وتأتمرن بأوامره، وتنتهين بنواهيه، فهذه هي الطريقة التي يرغب فيها الشارع، ويجزى عليها الجزاء الجزيل، كما جاء في صحيح مسلم: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكنية، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده".
والله أعلم.