عنوان الفتوى : جماعة تريد صلاة المغرب وأخرى تريد صلاة العشاء
نحن مجموعة من العمال المسلمين في إحدى الشركات الأمريكية في أمريكا ولا نستطيع أن نؤدي الصلاة في وقتها فمنا من يتمكن من أدائها في وقتها ومنا من لا يتمكن وفي أثناء الاستراحة في المسجد الموجود داخل المصنع مثلا وقت صلاة العشاء منا من يريد أن يصلي صلاة المغرب ومنا من يريد صلاة العشاء والكل يريد ان يصلي جماعة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالصلاة لها مكانة عظيمة في الإسلام فهي الركن الثاني منه بعد الشهادتين
وقد ثبت الوعيد الشديد في حق من يتهاون بها أويضيعها. قال تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون: 4-5} وقال تعالى : فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً {مريم:59}
فالواجب على المسلم المحافظة على الصلاة والعناية بها ومن ذلك أداؤها في وقتها المحدد شرعا، فالصلاة لها وقتان :
1ـ وقت مختار: وهو الذي ينبغي أن تؤدى فيه.
2ـ وقت ضروري: ولا يجوز تأخيرها إليه إلا في حق من له عذر من مرض ونحوه, فإذا كان أداؤكم للصلاة في وقتها المختار تترتب عليه مشقة فيرخص لكم أداؤها في وقتها الضروري بحيث تؤدونها قبل خروج وقتها نهائيا. وللتعرف على أوقات الصلوات الخمس والفرق بين الوقت الضروري والوقت المختار راجع الفتوى رقم:40996، مع الفتاوى المربوطة بها، ولايجوز لكم إهمال الصلاة بتأخيرها حتى خروج وقتها الضروري، كما لا يجوز لكم البقاء في عمل يترتب عليه مثل هذا الأمر.
ولتعلموا أن من اتقى الله تعالى جعل له من كل ضيق فرجا, ومن كل هم مخرجا, ورزقه من حيث لايحتسب, وما عند الله تعالى لا ينال إلا بطاعته, فقد قال صلى الله عليه وسلم: إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها, فاتقوا الله وأجملوا في الطلب, ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله, فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته. صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير.
وإذا حضرت جماعة تريد صلاة المغرب, وأخرى تريد صلاة العشاء فالأولى أن تتقدم الجماعة التي تريد أداء صلاة المغرب, فتصلي وتنتظرها الأخرى, وبعد فراغها يصلي الجميع صلاة العشاء جماعة, مع أن هناك من أهل العلم من يقول بجواز اقتداء من يصلي المغرب بمن يصلي العشاء أو العكس؛ كما سبق في الفتاوى التالية أرقامها:10038، 376، 7065.
والأفضل في حقكم أن تصلوا العشاء جماعة بإمام واحد محافظة على ألفة القلوب وجمعها, وإذا صليتم جماعتين فصلاة الجميع صحيحة مع فعلكم خلاف الأفضل, كما تقدم في الفتوى رقم: 57407 ، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 2007
والله أعلم.