عنوان الفتوى : مقهى الأطفال إذا جعل وسيلة للدعوة إلى الله
أود أن أسال ما رأي الشرع، من حيث إقامة مقهى لألعاب الأطفال وممارسة النشاط الدعوي من خلاله؛ مع أن هذا صعب جداً، مع أنني قد فعلت ما أمرني به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وهو فعل الاستخارة، وقد رأيت في منامي لمدة ثلاث مرات، أنني في صلاة،إحداها في الحرم المكي، ولكنني أخاف من عدم القدرة على ذلك العمل، وأنني لست بأهل له بعد ؟ أرشدوني وفقكم الله لكل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الدعوة إلى الله تعالى فرض على كل مسلم حسب وسعه واستطاعته على الراجح من أقوال أهل العلم لقوله تعالى : قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي {يوسف: 108 } فكل من اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله تعالى ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : ليبلغ الشاهد الغائب . رواه البخاري ومسلم .
وأما وسائل الدعوة وأساليبها فتختلف باختلاف الدعاة والمدعوين والزمان والمكان والحال ، ولكنها على العموم يجب أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن ، وينبغي للداعية أن يتخذ من الوسائل ما يؤدي به رسالته .
فقد تكون هذه الوسيلة شريطا مسموعا أو مرئيا ، وقد تكون كتابا أو رسالة ونحو ذلك ، وبناء على ذلك فإذا كان المقهى الذي تريد إقامته للترفيه عن الأطفال منضبطا بالضوابط الشرعية فلا نرى مانعا منه ، أما إذا كان غير منضبط بحدود الشرع فلا يجوز لك إقامته ولا العمل فيه ، وفي حالة جواز إقامته ينبغي عليك استغلاله ما أمكن في سبيل الدعوة إلى الله تعالى بناء على أصل حكم الدعوة إلى الله على سائر المكلفين . وراجع للمزيد والفائدة الفتاوى ذات الأرقام التالية : 55404 ، 31803 ، 30150 ، 7113 ، 3127 .
وقد أحسنت حينما استخرت الله تعالى فيما أنت بصدد الإقدام عليه ، فإن الاستخارة سنة قبل الشروع في الأمور ، ولا يشترط لظهور ثمرة الاستخارة أن يرى المستخير رؤيا بل الرؤيا التي يراها المستخير حكمها حكم سائر الرؤى فيستأنس بها ولا يلزم العمل بمقتضاها لأنها ظنية في تأويلها إذ لا يقطع بتأويل رؤيا إلا إذا كان مؤولها النبي صلى الله عليه وسلم ، وراجع في هذا الفتوى رقم : 64112 ،
وننبه السائل إلى أن الموقع لا يرد على تفسير الرؤى لانشغاله ببيان الأحكام الشرعية العملية ، ولأن الرؤى تحتاج إلى استيضاح عن جوانب كثيرة لا يتسنى لنا معرفتها من خلال الأسئلة .
والله أعلم .