عنوان الفتوى : حكم إعادة الاستخارة لنفس الأمر الذي استخير من أجله
تقدمت للارتباط بفتاة ، فى البداية قمت بعمل صلاة استخارة فوجدت أني مرتاح جدا للارتباط بها وتسير الأمور بيننا بسلام وبناء على ذلك ارتبطت بها ثم بعد فترة من ارتباطنا قمت مرة أخرى بعمل صلاة استخارة فوجدت أنه نشأت بيننا خلافات وأنه تحدث لي مشاكل فى عملي . فما معنى ذلك ؟ هل معناه أن الله لم يقدر لي الارتباط بها وإذا كان الأمر كذلك فأنا أحبها حبا شديد ولا أقدر على العيش بدونها . فهل اذا دعوت الله يمكن أن يستجيب لي ويقدر لنا أن نرتبط ببعضنا البعض وأن نكون زوجين سعيدين فى المستقبل . وإذا كان الأمر كذلك فما هو الدعاء الذى يجب أن أدعو الله به؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أولاً أن ما سيقدره الله في المستقبل هو من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا الله، ثم إن الاستخارة إنما شرعت وندب إليها عند إرادة قصد الأمر المباح، لا أنها وسيلة للاطلاع على ما سيقع، وعليه فما قمت به أولاً من صلاة الاستخارة عند تقدمك للخطبة هو أمر في محله، وهو السنة، والأمر الذي ارتحت إليه بعد الاستخارة، وانشرح له صدرك هو الذي فيه الخير إن شاء الله، فعليك أن تستمر عليه.
أما إعادة الاستخارة مرة أخرى مع حصول الارتياح والانشراح للأمر أولاً، فلا داعي لها، وإنما تشرع إذا استجد أمر تحتاج فيه إلى استبانة، وما خيل إليك وراءها من حدوث مشاكل، وخلافات زوجية، فلا تعبأ به فإنه من الشيطان، ثم إن من أفضل الوسائل لاستمرار الأسرة، وضمان أن تحيا الحياة السعيدة هو: التزام كل طرف بالحقوق الواجبة عليه للطرف الآخر، والإغضاء عما بدر منه، والتجاوز عنه، وتعاونهما على البر والتقوى، وسؤال الله تعالى العافية في الدين والدنيا، أما بخصوص الدعاء لهذا الغرض خاصة فلا نعلم شيئاً مأثوراً في ذلك، ولكن يكفي أن تدعو بأي دعاء يناسب المقام، مثل: اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها ـ إلى غير ذلك ـ ولا يشترط في الدعاء أن يكون مأثوراً. والله أعلم.