عنوان الفتوى : هل يسوغ كتمان ترتيبات الذهاب للحج عن الزملاء
سؤالي جزاكم الله الخير كله عن عمل قام به صديق لي وأريدكم أن توضحوا لي هل الذي فعله صائب أم لا... أخواني: صديقي هذا ذهب للحج هذا العام وأسأل الله أن يكون حجه مبروراً وذنبه مغفورا... إلى هنا وليس هناك أي مشاكل في ذلك، ولكن المشكلة هو أننا لم نعلم منه أنه ذاهب إلى الحج إلا قبل يوم من سفره وقد أحزننا هذا الأمر كثيراً لأننا طلبة وندرس في بلاد أجنبية، وكنا نظن أننا يد واحده، وهناك بعض الزملاء كانوا يريدون الذهاب للحج ولعلها كانت فرصة كبيرة كي يذهبوا مع بعضهم البعض، المهم كان هذا الصديق يرتب أمر سفره للحج مع اثنين آخرين من الطلبة وفي سرية تامة وكانوا يتناجون فيما بينم بعيداً عنا رغم أنه كان يؤذينا، ولكن قلنا ممكن أنهم يطبقون( واستعينوا على قضاء حوائجكم بالسر والكتمان), ولكنهم نسوا أنه لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وللأسف هم حبوا لأنفسهم ما لا يحبوه لنا، والله المستعان هذه هي القصه وأرجو منكم التوضيح هل ما فعلوه من الدين في شيء، أرجو الإفاده والنصح؟ وجزاكم الله عنا خيراً، عذراً إن أطلت.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكان الأولى بصديقكم أن يخبركم حتى يشاركه من أراد منكم في هذا الخير، لكنه قد يكون معذوراً في عدم إخباركم كأن يكون كتمانه سبباً في تيسير إجراءاته للحج سواء من جهة الكلية أو يكون عدد التأشيرات محدوداً أو غير ذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود. رواه الطبراني و البيهقي في شعب الإيمان وصححه الألباني.
فعليكم أيها الأخ السائل أن تلتمسوا لإخوانكم الأعذار، لا سيما إذا كان سبب ما وقع بينكم هو حرص إخوانكم على الطاعة، وقد روى البيهقي في شعب الإيمان عن جعفر بن محمد أنه قال: إذا بلغك عن أخيك شيء تنكره فالتمس له عذراً واحداً إلى سبعين عذراً، فإن أصبته، وإلا قل: لعل له عذراً لا أعرفه. ولا تدعوا الشيطان يدخل بينكم، خاصة وأنكم تعيشون في غربة وفي مجتمع غير مسلم.
مع ملاحظة أنه إن كان لكم عليهم ديون، وكان حجهم يؤثر على أدائها، فحينئذ يجب عليهم أن يستأذنوا أصحابها دون غيرهم، وأما في سائر الحالات الأخرى فلا يجب عليهم استئذانكم.
والله أعلم.