عنوان الفتوى : الكلام في الأمور الغبيية بلا علم
يوجد كلام بالمنتديات وهو على ما أعتقد بعيد عن الصحة:الله يقول في كتابه العزيز ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : { يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً} يعني كل شئ عملوا موجود أمامهم وهذه المشاركه تقول: لن يسألك ما نوع السيارة التي تقودها .... بل سيسألك كم شخصا نقلت بسيارتك ولم تكن لديه وسيلة مواصلات 2 لن يسألك كم مساحة بيتك ..... بل سيسألك كم شخصا استضفت فيه 3 لن يسألك عن الملابس في خزانتك .... بل سيسألك كم شخصا كسوت 4 لن يسألك كم كان راتبك .... بل سيسألك كيف أنفقته وكيف لم تتفاخر به أمام الناس 5 لن يسألك ما هو مسماك الوظيفي.... بل سيسألك كيف أديت عملك بقدر ما تستطيع 6 لن يسألك كم صديقا كان لديك .... بل سيسألك لكم شخص كنت له صديقا مخلصا 7 لن يسألك عن الحي الذي عشت فيه ... بل سيسألك أي نوع من الجيران كنت 8 لن يسألك عن لون بشرتك ..... بل سيسألك عن مكنونات نفسك ونظرتك للآخرين 9 لن يسألك كم استغرقت من الوقت لتجد السلام النفسي وتؤمن ببارئك ..... بل سيأخذك لقصرك في الجنة وليس إلى بوابات جهنم 10 لن يسألك الله عن عدد الأشخاص الذين أرسلت لهم هذه الرسالة ..... بل سيسألك إن كنت قد خجلت من إرسالها لأصدقائكوياليت ألقى الجواب والنصيحة للشباب وهو ينقل كلام عن الدين ولا يهمه صحيح ولا غير صحيح وحتى بعد أحاديث ، ياليت تعطينا نصيحة ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ورد في النصوص أن الإنسان لا يعمل عملا أو يتلفظ بكلمة إلا لديه ملائكة يرقبون ذلك قال تعالى :وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ {الإنفطار: 10 ـ 12 } وقال جل من قائل : مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ { ق: 18 } وقد اختلف أهل العلم فيما إذا كان يكتب كل شيء صدر عن الإنسان كالحركة والسكون والنوم والكلام وغير ذلك ، أم أنه لا يكتب إلا ما فيه ثواب أو عقاب ، قال القرطبي في تفسيره : قال ابن الجوزاء ومجاهد يكتب على الإنسان كل شيء حتى الأنين في مرضه ، وقال عكرمة لا يكتب إلا ما يؤجر به أو يؤزر عليه ، وقيل يكتب عليه كل ما يتكلم به ، فإذا كان آخر النهار محي عنه ما كان مباحا ، نحو : انطلق ، اقعد ، كل، مما لا يعلق به أجر ولا وزر. وذكر ابن كثير أن ظاهر الآية العموم .
وعلى أي من الأقوال اعتمدنا ، فإن ما ورد في السؤال يحتاج إلى دليل ، لأنه كلام في أمور غيبية ، والأمور الغيبية مبناها على التوقيف ، وكل ما لم يرد له دليل في الشرع مما له صلة بالغيب أو العبادة فهو بدعة داخلة في قوله صلى الله عليه وسلم : من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد .
وعليه فإننا ننصح الشباب والشيوخ وكل من أراد الكلام في الدين أن يتوخى الصحة، ويتجنب كل ما لم يرد له في الشرع دليل ، فإن من الذنوب العظيمة أن يقول المرء على الله ما لا علم له به . قال تعالى : قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ {الأعراف: 33 } .
والله أعلم .