عنوان الفتوى : أقصى مدة يختم فيها المسلم القرآن كاملاً
ما هو أقصى حد لختم القرآن الكريم قراءةً ؟ وهل الأيام الأربعون المذكورة في الحديث هي الحد الأقصى لختم القرآن خلال قيام الليل فقط ، أم للقراءة بصفة عامة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد جاء في صحيح البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "اقرأ القرآن في شهر، قلت إني أجد قوة…. حتى قال: فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك" .
وأخرج أبو داود من وجه آخر عن عبد الله بن عمرو أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم في كم يقرأ القرآن؟ قال: في أربعين يوماً، ثم قال في شهر "الحديث.
وروى أبو داود عن بعض السلف من أنهم كانوا يختمون في شهرين ختمة واحدة.
وعلى كل حال فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر بتعاهد القرآن في أكثر من حديث، فقال "تعاهدوا القرآن فو الذي نفسي بيده لهو أشد تفصياً من الإبل في عقلها".رواه البخاري.
وفي صحيح مسلم "وإذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره، وإذا لم يقم به نسيه".
فظاهر هذه الأحاديث أن تعاهد القرآن المأمور به - سواء كان في الأربعين أو في الشهر أو في غير ذلك- يحصل بقراءته في الصلاة وفي خارجها، فالعلة في كون الأربعين هي أقصى أمر لختم القرآن، وكراهة مجاوزتها من دون ختمه هي تعريضه للنسيان وهجرانه. كما نقل عن الإمام أحمد وكلاهما منتف بقراءته في الصلاة وفي غيرها.
وعلى هذا فمن قرأ القرآن في أربعين يوماً كان مؤدياً لحقه وإن لم يكن في صلاة، مع العلم بأن القراءة في الصلاة أكثر أجراً. والله تعالى أعلم.