عنوان الفتوى : تصرخ في وجه زوجها وعاهدت الله على ترك ذلك ؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا فتاة متزوجة منذ 3 شهور أحببت زوجي كثيرا وأحبني ، وللأسف عندما توجد مشكلة بيننا فإنني أنسى الحب وأعايره وأصرخ بوجهه وأضرب نفسي وأدعو عليها ولا أقدر أن أستعيذ من الشيطان الرجيم ، وزوجي يهدئني ولا أرد عليه فلا أهدأ إلا بعد الصراخ الشديد فقد وعدت ربي أن لا أصرخ بوجه زوجي أبدا وللأسف لم أتقيد بالوعد فماذا علي أمام ربي ثم أمام زوجي مع أنني اعتذرت له لكن يتكرر أسلوبي معه عند كل مشكلة فما هو الحل منكم بعد لجوئي إلى الله أولا فأنا لا أريد أبدا تصرفي هذا مع أنني أصلي وأصوم وأقرأ القرآن ولكن عصبية جدا ولا خلق حسن لدي فقد كنت بالماضي عاصية لوالديّ وتبت ونلت رضاهم فهل هذا عقاب الله لي أم ماذا ؟.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

الحمد لله

أولا :

نسأل الله تعالى أن يرزقك الحلم والأناة والخلق الحسن ، وأن يزيد ما بينك وبين زوجك من الألفة والمحبة .

ثانيا :

"المشروع أن يتخاطب الزوجان بما يجلب المودة ويقوي الروابط الزوجية ، وأن يجتنب كل منهما رفع الصوت على صاحبه ، أو مخاطبته بما يكرهه ؛ لقوله سبحانه وتعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) النساء/19 ، ولا ينبغي لها رفع الصوت عليه لقوله سبحانه : (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ) البقرة/228، ولكن ينبغي للزوج أن يعالج ذلك بالتي هي أحسن ، حتى لا يشتد النزاع "

انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (19/247) .

ثالثا :

ينبغي أن تدركي أنك في بداية الحياة الزوجية ، وصدور ما ذكرت من الصراخ والغضب والدعاء على نفسك ، كل ذلك لا يليق في جميع الأحوال ، ولا يليق في هذه المرحلة على وجه الخصوص ، فإن ذلك قد يسبب نفرة زوجك ، وندمه على الزواج منك ، وربما تغيرت معاملته ونظرته لك ، فالحذر الحذر من تكرار ما ذكرت .

رابعا :

علاج الغضب يكون بأمور :

1- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند الشعور بالغضب .

2- تغيير الهيئة عند الشعور بالغضب ؛ فإذا كان قائماً فليجلس .

3- أن تستشعري ثواب الصبر والحلم وكظم الغيظ ، وأن ذلك من صفات المتقين الموعودين بالجنة .

انظر السؤال (70235) .

خامسا :

لا يجوز للإنسان أن يدعو على نفسه ، لما روى مسلم (920) من حديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلا بِخَيْرٍ ، فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ ) .

وروى مسلم أيضا (3014) من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، وَلا تَدْعُوا عَلَى أَوْلادِكُمْ وَلا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ ، لا تُوَافِقُوا مِنْ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ ) .

فالإنسان قد يجلب لنفسه ولأولاده الشر ، بسبب دعائه وسوء منطقه .

سادسا :

إذا كنت عاهدت الله على عدم الصراخ في وجه زوجك ، ثم إنك حنثت في هذا العهد ، فيلزمك كفارة يمين ؛ لأن العهد بمنزلة اليمين عند جماعة من أهل العلم ، قال الزهري رحمه الله : " من عاهد الله على عهد فحنث فليتصدق بما فرض الله في اليمين " . نقله في "المدونة" (1/580) وقال : " وقاله ابن عباس وعطاء بن أبي رباح ويحيى بن سعيد " انتهى .

وانظر السؤال (20419) .

وكفارة اليمين هي عتق رقبة أو إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم ، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ؛ لقوله تعالى: ( لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) المائدة/89 .

سابعاً :

وأما عقوقك السابق لوالديك ، فإن الله تعالى لا يعاقب الإنسان على ذنب تاب منه ، فإذا كنت قد تبت توبة نصوحاً وسامحك والداك فإن الله تعالى يقبل توبة عبد إذا تاب إليه وأناب ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لا ذَنْبَ لَهُ ) رواه ابن ماجه (4250)

حسنه الألباني في صحيح ابن ماجه .

والله أعلم .