عنوان الفتوى : حذار من العجلة واليأس وترك الدعاء
عندما أذهب لعملي في الصباح حيث إن المسافة بين عملي وبين البيت تأخذ من الوقت حوالي 45 دقيقة.. أستمع في البداية للقرآن الكريم وبعد ذلك أدعو ببعض الأدعية وأستغفر الله وأردد بعض الأذكار وأدعو بأن رب العالمين يسهل علي أمر الزواج ويرزقني بزوج وذرية صالحة بدون رفع اليدين وأفعل هذا الأمر عند عودتي من العمل إلى البيت. فهل هذا الأمر صحيح؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الدعاء من أعظم العبادات وأهم القربات ، بل هو أساس العبادة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : الدعاء هو العبادة . رواه الترمذي وأبو داود . وقد أمرنا الله بالدعاء ووعدنا عليه بالإجابة ، فقال تعالى : وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر: 60} وقال تعالى : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة: 186}
فتيقني أختي السائلة أنك إذا دعوت الله تعالى بإخلاص بعد تحصيل شروط الإجابة وانتفاء موانعها ، أن دعوتك ستستجاب إن عاجلاً أو آجلاً ، أو يدخر لك مقابلها من الثواب ما هو خير منها ، أو يدفع عنك من الشر بقدرها ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث : إما أن يعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها ، قالوا : إذاً نكثر ، قال : الله أكثر . رواه أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .
وعليك أن تحذري من العجلة واليأس وترك الدعاء ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ، ما لم يستعجل ، قيل : يا رسول الله ما الاستعجال ؟ قال : يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجاب لي ، فيتحسر عند ذلك ويدع الدعاء . رواه مسلم
وإذا علمتِ أهمية الدعاء فاعلمي أن ما تقومين به في مسيرك هذا من سماع القرآن والدعاء والاستغفار وترديد الأذكار من أعظم العبادات، نسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنك صالح الأعمال وأن يستجيب دعاءنا ودعاءك، هذا ولا يشترط في الدعاء رفع اليدين لكنه مستحب عند الإمكان في غير الدعاء في الصلاة وأثناء الخطبة ، ولبيان أسباب إجابة الدعاء راجعي الفتوى رقم : 11571 .
والله أعلم .