عنوان الفتوى : حكم زيارة الأضرحة
هذه رسالة وردتنا من المرسلة صباح محمد علي يونس من العراق من محافظة نينوى، تقول: ذكرتم في حلقات سابقة من هذا البرنامج عدم زيارة الأضرحة وأنها من الشرك بالله، فهل زيارة النبي يونس والنبي جرجيس في نينوى تدخل ضمن ذلك؟ وهل الصلاة فيها غير جائزة؟ play max volume
الجواب: الزيارة قسمان، زيارة القبور قسمان:
زيارة شرعية، وزيارة بدعية شركية، أما الزيارة الشرعية فهذه مشروعة لقبور الصالحين والمسلمين جميعاً، وإذا عرف قبر من قبور الأنبياء كقبر نبينا ﷺ تشرع له الزيارة من دون شد الرحل، شد الرحل لا يشد الرحال للقبور لا تشد إلا للمساجد الثلاثة: المسجد الحرام، ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم، والمسجد الأقصى، هؤلاء الثلاثة تشد لهم الرحال، أما القبور لا تشد لها الرحال، لكن إذا كان الإنسان في البلد قصدها زائراً فهذا سنة؛ قال النبي ﷺ: زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة، واللفظ الآخر: تذكركم الموت، فزيارة القبور سنة وقربى وقد فعلها النبي ﷺوفعلها أصحابه وأرضاهم، فإذا زار المسلم قبور المسلمين في بلده ودعا لهم واستغفر لهم كان هذا قربة وطاعة، وكان النبي ﷺ يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، هكذا علمهم النبي ﷺ، وكان يزور القبور ﷺ بنفسه ويدعو للموتى ويستغفر لهم، ويقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد، وفي لفظ يقول: نسأل الله لنا ولكم العافية، فعلى المؤمن أن يفعل مثلما فعله النبي ﷺ إذا زار القبور ومثلما علم أصحابه، يسلم عليهم ويدعو لهم بالمغفرة والرحمة ويستغفر لهم يقول: نسأل الله لنا ولكم العافية، هذه الزيارة الشرعية.
وهكذا إذا زار قبر النبي ﷺ في المدينة إذا زار المسجد ثم زار قبر النبي ﷺ يسلم عليه ويدعو له يقول: صلى الله وسلم عليك وعلى آلك وأصحابك، جزاك الله عن أمتك خيراً.
وهكذا إذا زار قبور الصالحين في أي مكان يدعو لهم بالمغفرة والرحمة ويستغفر لهم ويسأل الله لهم العافية.
أما قبر يونس فلا يعلم بنينوى، جميع قبور الأنبياء لا تعلم ولا تعرف، فدعوى أنه موجود في نينوى أو في غيرها أمر باطل لا أصل له، ذكر العلماء أنه لا يوجد قبر معروف من قبور الأنبياء ألبتة إلا قبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة وإلا قبر الخليل في الخليل في المغارة المعروفة، هذا هو المعروف، أما قبور بقية الأنبياء فغير معروفة، لا يونس ولا غيرهم من الأنبياء والرسل، قبورهم الآن غير معلومة، ومن ادعى أن قبر يونس موجود أو فلان أو فلان كله كذب لا صحة له، ولا نعلم نبياً يقال له: جرجيس ، ولا يعرف في الأنبياء من يسمى جرجيس .
فالمقصود أنه ليس هناك قبر نبي معروف غير قبر نبينا محمد ﷺ في المدينة وغير قبر الخليل في بلد الخليل في المغارة المعروفة.
المقدم: وهذه الزيارة التي ذكرتم للرجال والنساء؟
الشيخ: أما هذه الزيارة الشرعية للرجال، أما النساء فلا يشرع لهم الزيارة على الصحيح، النبي صلى الله عليه وسلم لعن زائرات القبور، فدل ذلك على أن النساء لا يزرن القبور وإنما الزيارة للرجال خاصة في أصح قولي العلماء؛ لما جاءت به الأحاديث الصحيحة عن رسول الله ﷺأنه لعن زائرات القبور، جاء هذا من حديث أبي هريرة ، ومن حديث حسان بن ثابت ، ومن حديث ابن عباس ، فلا يشرع لهن الزيارة ولا تجوز لهن الزيارة، ولكن يدعون للموتى المسلمين في بيوتهم في المساجد في البيوت، وإذا زاروا المدينة دعوا للنبي ﷺ وهم في المسجد أو في بيوتهم، صلوا عليه وسلموا عليه في أي مكان عليه الصلاة والسلام، مثلما قال عليه الصلاة والسلام: لا تتخذوا قبري عيداً ولا بيوتكم قبورا، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم عليه الصلاة والسلام، فإذا صلى عليه المؤمن والمؤمنة في أي مكان بلغ ذلك، يقول ﷺ: إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام عليه الصلاة والسلام.
فالمشروع لك -أيها السائلة- أن تصلي عليه صلى الله عليه وسلم في أي مكان وعلى بقية الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وأما زيارة هذا القبر الذي يقال له: قبر يونس هذا لا أصل له، ثم النساء لا يزرن القبور على الصحيح، ولكن يدعون لموتى المسلمين ويستغفرون لموتى المسلمين في أي مكان. نعم..