عنوان الفتوى : حكم تقديم عيسى في الحب على محمد صلى الله عليهما وسلم

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

بسم الله الرحمن الرحيم عندي سؤال أحببت أن أطرحه ممكن يكون تافها لكن أنا خائف من أن يكون يكفر أنا أحب عيسى عليه السلام أكثر من أي نبي لماذا ما أعرف لكني مؤمن أن كلهم أنبياء هل هذا يكفر؟؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن المسلم يتعين عليه أن يكون محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليه من جميع الخلق حتى الأنبياء والصحابة لما في الحديث: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين. متفق عليه. وفي الحديث: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما.. ويتعين عليه كذلك أن يحب جميع الأنبياء ويؤمن بهم جميعا ولا يفرق بينهم عملا بقوله تعالى: قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ {آل عمران: 84} وبقوله تعالى: آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ {البقرة: 285}. وبقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا {النساء: 150- 151}

ولا شك أن عيسى بن مريم قد فضله الله تعالى على كثير من الأنبياء والرسل، كما قال تعالى: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ {البقرة: 253} ولكن حبه حبا أكثر من حب النبي صلى الله عليه وسلم يدل على ضعف إيمان صاحبه، ولا يبلغ به درجة الكفر، لأن كمال الإيمان أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم أحب إلى المؤمن من جميع الخلق فمن لم يكن كذلك فهو من أهل الكبائر كا قال صاحب تيسير العزيز الحميد، لما في حديث البخاري عن عبد الله ابن هشام قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم له: لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال له عمر: فإنه الآن لأنت أحب إلي من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم الآن يا عمر.

قال العيني في عمدة القاري في شرح هذا الحديث: أي لا يكمل إيمانك حتى أكون .... وقال ابن حجر: قوله لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك، أي لا يكفي ذلك لبلوغ الرتبة العليا حتى يضاف إليه ما ذكر. وقد نص ابن أبي العز في شرح الطحاوية على أن المراد بحديث الصحيحين لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده ... نص على أن المراد به نفي كمال الإيمان، فعليك بكثرة المطالعة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وثناء الله عليه حتى يعظم حبه في قلبك، وراجع الفتاوى التالية أرقامها:  12185، 58281.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
الاهتمام بدعوة الأنبياء وأخلاقهم يقدم على معرفة صورهم وأشكالهم
مناقشة من يقول: إن كل المسلمين رسل
هل يجوز القول: إن فلان يفعل الطاعات ليرضي رسول الله ؟
القول الراجح في مريم -عليها السلام - أنها صديقة وليست نبية
الأدلة على زيادة الإيمان ونقصه
الله تعالى منزه عن إحاطة المخلوقات به، وهو فوق العرش مع نزوله
وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من غيره
الاهتمام بدعوة الأنبياء وأخلاقهم يقدم على معرفة صورهم وأشكالهم
مناقشة من يقول: إن كل المسلمين رسل
هل يجوز القول: إن فلان يفعل الطاعات ليرضي رسول الله ؟
القول الراجح في مريم -عليها السلام - أنها صديقة وليست نبية
الأدلة على زيادة الإيمان ونقصه
الله تعالى منزه عن إحاطة المخلوقات به، وهو فوق العرش مع نزوله
وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من غيره