عنوان الفتوى : رفض الزوجة ترك العمل يعد نشوزا
أنا متزوج وعندي بنت وامرأتي حامل بالشهر الثاني وامرأتي تعمل بالتمريض بمستشفى القوات المسلحة، ولبسها هناك بنطلون وجاكت وعدم لبس الحجاب وهذا ممنوع وكان في اتفاق عندما يرزقنا الله بمولود سيتم تقديم استقالتها وأخذ إجازة بدون مرتب والآن أقوم بطلب مني أن تقوم بتقديم استقالتها والجلوس بالبيت للتربية وعدم الاختلاط بالرجال والآن لا أعرف إن كان شغلها حراما أم حلالا، فبعد الزواج مباشرة كنا نقوم بالصرف على البيت سويا ومن فترة أكثر من سنة وأنا أقوم بفضل الله بالإنفاق على البيت والحمد لله ربنا أكرمني ومعي فلوس وأنا مهندس وباق لها على الخدمة حتى يتم قبول الاستقالة منها بعد عامين وأنا بتعذب ولا أقدر على العيش معها نظراً لقيامها الساعة 4.5 صباحا وتنزل من البيت الساعة 6 صباحا وترجع الرابعة عصراً وتترك بنتي عند حماتي وأنا أذهب للشغل الساعة 10 صباحا وأرجع على حسب شغلي ليس لي مواعيد ثابتة ممكن أرجع 4 عصراً أو 6 أو 10 مساء، ففى يوم كانت بنتي مريضة ودرجة حرارتها 40 وثاني يوم صباحا ذهبت إلى العمل صباحا وتركت بنتي عند أمها وكانت هذا اليوم مناوبة بالمستشفى أي ستقوم بالمبيت بالمستشفى وهي تأخذ مناوبة (يوم بيات بالعمل بالمستشفى كل أسبوع أي 4 مرات فى الشهر) فقمت بالاتصال بحماتي للاطمئنان على بنتي فقالت لي إنها ساخنة وتعبانة وقالت لي أن أذهب إليها لأقوم بإرسالها إلى الدكتور وقد كنت فى العمل الخاص بى فذهبت وأخذت بنتي فقالت لي بنتي إنها تريد امها فذهبت بها إلى أمها فعندما دخلت المستشفى تركتها لها ووقفت بخارج المبنى فرأيت بنتي خرجت خارج المبنى أمها بداخلها وتركت بنتها واهتمت بشغلها فعندما خرجت قلت لها أنا ذاهب إلى الشغل ولن أذهب إلى البيت الذي يجمعنا سويا حتى تتركي عملك فثاني يوم ذهبت إلى البيت وأخذت بنتي على أساس أني نازل أشتري لها تمر هندي وأخذت السيارة الخاصة بي فنزلت هي وأختها ووقفتا أمام السيارة فقلت لهما ابتعدا من أمام السيارة فقمت بالمشي بالسيارة فوسعت من أمام السيارة وذهبت إلى بيت والدي فقد قاموا بالاتصال به وقالوا له إني خطفت بنتي فقلت لأبي اذهب لهما وقل لهما إما أن تقعد من العمل وتجلس فى البيت أو الانفصال فذهب هو وعمي وتدخلا فقمت بإرضائهما وجلسنا نحن وأهلها وقلت لهما على رأيي فقالوا لي لو وقع البيت أو أي حاجة حصلت لا تترك عملها نظرا للسنين التي قضتها فى عمل القوات المسلحة نظرا للمعاش ومكافأة العمل بعد مرور عامين من الآن فعمي وأبي ضغطوا علي فقبلت وأنا رافض وثاني يوم أخذت بنتي ومراتي وذهبت إلى شقتي ليلا وتركت مراتي وبنتي ونزلت وحماتي ساكنة في نفس المنزل (البيت)، وأنا الآن غير قادر أن أذهب إلى البيت وغير قادر أقوم بالعيش معها، فهل إذا طلقتها علي ذنب فأنا أتردد من فترة على هذا نظرا لسوء اختيارى لها بسبب عملها، ملحوظة: هى كويسة ومحترمة ولكن أحيانا تلتزم بالصلاة وأحيانا تفرط فيها وقد قلت لها بأن تنتظم بالصلاة وأبلغت أمها وهي غير محجبة، ولكن تقوم بلبس إيشارب عادى.... فبرجاء إرشادي كيف أعمل معها وكيف أتصرف؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه نريد أولاً أن نحيلك على حكم من تترك الصلاة أحياناً، ومن لا تلبس الحجاب، فراجع في الأول فتوانا رقم: 17277، وفي الثاني فتوانا رقم: 16488.
ثم إن عمل الزوجة لا يجوز إلا بشروط هي: أن يرضى به الزوج، وأن يكون في أماكن غير مختلطة، وأن لا يمنعها من أداء شيء من واجباتها، وأن لا تخشى عليها منه الفتنة.
والظاهر أن هذه الشروط مفقودة كلها بالنسبة لزوجتك، مع أن دور المرأة الأول والأهم هو: حسن سياستها لبيتها، وتربيتها لأبنائها، والتبعل لزوجها.
فإن تعارض هذا الدور مع غيره من الأعمال، فالواجب عليها تقديم عملها في بيتها على غيره، وكل هذا على افتراض موافقة الزوج، وعدم ممانعته من ممارسة الأعمال خارج البيت.
وأما إذا أمر الزوج زوجته بالبقاء في بيتها، فالواجب عليها طاعته لورود التوجيه النبوي بذلك، ففي الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تصوم المرأة وزوجها شاهد يوما من غير شهر رمضان إلا بإذنه. وفي الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو كنت آمراً أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. وفي النسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره.
وعليه فواجب زوجتك هو أن تطيعك فيما طلبته منها من ترك العمل والبقاء في البيت، فإن أبت وأصرت على رفض ذلك فهي ناشز، وقد بينا من قبل كيفية التعامل مع الزوجة الناشز، ولك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 1225.
ولا شك أنك إذا طلقتها لما ذكرته من الأسباب فإنك لا تكون قد ظلمتها، وإنما هي الظالمة لك ولنفسها.
والله أعلم.