عنوان الفتوى : هل عاشت الأرواح في الأرض قبل خلق الأجساد
قال لي أحد الشباب المثقفين بأنه سمع أحد العلماء على إحدى القنوات الفضائية يقول بأن الله سبحانه وتعالى قد خلق الأرواح أولا وعاشت في الأرض ثم خلق الأجساد .. ودليل ذلك أن الإنسان أحيانا تمر عليه أحداث أو حوادث ما فيشعر أنه قد رآها من قبل .... وذلك لأن روحه قد مرت بهذه الحادثة من قبل.. فأفيدوني بالجواب الدقيق لكي أخبره به وجزاكم الله عنا كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله سبحانه أخبرنا في محكم كتابه أنه لما خلق أبانا آدم عليه السلام أخذ العهد على ذريته أن يعبدوه وحده ولا يشركوا به شيئا. قال الله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ {الأعراف: 172-173}.
وقد روى ابن كثير في تفسيره لهذه الآية أن ابن عباس قال: إن الله مسح صلب آدم فاستخرج منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة فأخذ منهم الميثاق أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وتكفل لهم بالأرزاق، ثم أعادهم في صلبه فلن تقوم الساعة حتى يولد من أعطى الميثاق يومئذ، فمن أدرك منهم الميثاق الآخر فوفى به نفعه الميثاق الأول، ومن أدرك الميثاق الآخر فلم يقر به لم ينفعه الميثاق الأول، ومن مات صغيرا قبل أن يدرك الميثاق الآخر مات على الميثاق الأول على الفطرة.
وليس معنى هذا أن الناس عاشوا وشاهدوا من أمور الحياة ما يشاهدونه في حياتهم اليوم أو ما أشبه ذلك، وربما يكون الشخص يفكر في أمر أو يتخيله أو يتمناه فيحصل ذلك الأمر وقد نسيه فيخيل إليه أن هذا الأمر وهذا الموقف مر عليه من قبل وليس معنى ذلك أنه شاهده بالفعل قبل ذلك.