عنوان الفتوى : النساء في الجنة والنار
بسم الله الرحمن الرحيم سؤالي هو عن حديث للرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم: فلقد سمعت من عدة شيوخ وعلماء حديثهم عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد طلب بعد صلاة العيد من النساء أن يتصدقن وقال لهن (بما معناه طبعا)تصدقن فإني رأيت أن أكثر أهل النار من النساء فسألته أحد النساء وأهل الجنة فأجابها مع كل رجل امرأتان. أنا أعلم جيداً صدق أن أكثر أهل النار من النساء والرسول (صلى الله عليه وسلم) لا ينطق عن الهوى، ولكن سؤالي عن هذا الحديث بالذات فما هو النص الدقيق والصحيح له ومن هي المرأة التي سألت الرسول (صلى الله عليه وسلم) وخاصةً إجابته بأن في الجنة مع كل رجل امرأتين وفي أي كتاب يمكنني إيجاده أرجو الإجابة؟ ولكم جزيل الشكر، وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ما أشارت إليه السائلة هو في الحقيقة حديثان، الأول منهما هو ما ثبت في البخاري ومسلم وغيرهما ولفظه كما في صحيح مسلم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر النساء تصدقن وأكثرن من الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار، فقالت امرأة منهن جزلة وما لنا يا رسول الله أكثر اهل النار، قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير... إلى آخر الحديث.
والمراد بالعشير الزوج على قول الأكثرين، ففي شرح سنن ابن ماجه : ومعنى الحديث أنهن يجحدن الإحسان لضعف عقلهن وقلة معرفتهن، فيستدل به على ذم من يجحد إحسان ذي إحسان، وقال الكرماني: أي تجحدن نعمة الزوج وتستقللن ما كان منه ويستدل من التوعد بالنار على كفرانه وكثرة اللعن على أنهما من الكبائر. انتهى.
أما الحديث الآخر فهو في البخاري ومسلم وغيرهما ولفظه كما في البخاري في حق أهل الجنة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر لا يبصقون ولا يمتخطون ولا يتغوطون آنيتهم فيها الذهب أمشاطهم من الذهب والفضة ومجامرهم الألوة ورشحهم المسك ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن لا اختلاف بينهم ولا تباغض قلوبهم قلب رجل واحد يسبحون الله بكرة وعشياً. قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري عند شرح هذا الحديث ولكل واحد منهم زوجتان أي من نساء الدنيا.... قال: واستدل أبو هريرة بهذا الحديث على أن النساء في الجنة أكثر من الرجال كما أخرجه مسلم من طريق ابن سيرين عنه وهو واضح لكن يعارضه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الكسوف المتقدم رأيتكن أكثر أهل النار ويجاب بأنه لا يلزم من أكثريتهن في النار نفي أكثريتهن في الجنة لكن يشكل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: اطلعت في الجنة فرأيت أقل ساكنها النساء ويحتمل أن يكون الراوي رواه بالمعنى الذي فهمه من أن كونهن أكثر ساكني النار ويلزم منه أن يكن أقل ساكني الجنة، ويحتمل أن يكون ذلك في أول الأمر قبل خروج العصاة من النار بالشفاعة. وللمزيد من الفائدة راجعي الفتوى رقم: 60729، ولم نقف على اسم المرأة التي سألت الرسول صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.