عنوان الفتوى : مسؤولية الآباء نحو حفظ أولادهم من الانحراف

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

لو أن عائلة لم تستطع أن تربي أبناءها جيدا مثل لا يعود الابن إلى البيت، أو أن صغيرا لا يتجاوز من العمر13 لم يرب، مثلا لا يصلي، ماذا افعل في هذه الحالة إذا كنت أبا؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد تقدم في الجواب رقم 64312 مدى مسؤولية الآباء نحو تربية أبنائهم وعوامل حفظهم من الانحراف ، ونضيف هنا القول بأن الأولاد هم زينة الحياة الدنيا، كما وصفهم الله عز وجل بقوله تعالى : الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا {الكهف: 46}.

ولهذا كان من دعوات النبي الصالحات لمن يحب: الإكثار من المال والولد؛ فقد روى أنس رضي الله عنه أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه أمه وخالته، صلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم، ثم دعا لهم بكل خير. فقالت أم أنس: يا رسول الله، خويدمك، ادع الله له، فدعا له بكل خير، وقال في آخر دعائه: "اللهم أكثر ماله وولده ، وبارك له" رواه البخاري ومسلم.

والمسلم الحق الواعي يدرك مسؤوليته الكبرى إزاء أولاده الذين هم عقبه ونسله في هذه الحياة، إذ يسمع القرآن يهتف به:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ {التحريم: 6}. ويسمع الرسول صلى الله عليه وسلم  يضعه أمام مسؤوليته الكبرى في الحياة:

كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخـادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، فكلكم راع ومسؤول عن رعيته" (متفق عليه).

فمهمة الآباء مع الأبناء في الصغر هي حسن التنشئة و التربية، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أهمية نصيحة الطفل وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، حتى وهو في سن مبكرة.. من ذلك نصيحته لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما: يا غلام احفظ الله يحفظك ..."، ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: سم الله وكل بيمينك، وكل مما يليك... ومن ذلك أمره عليه الصلاة والسلام: مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع..

 فيجب على الآباء أن يحسنوا تربية أبنائهم ، وأن يقوموا بواجبهم حيال ذلك.

وننصح هنا بالرجوع إلى كتاب "تربية الأولاد في الإسلام" للشيخ عبد الله علوان رحمه الله.

والله أعلم.